| الرقصة الأولى : أُحلّق في زُرقة الأثير أغرق في دوائر التبدد ينتابني إمتداد الجبل المدعوم بموج البدء أنا المركون بهدوء في خصر الحلم أُشعل سيجارتي و أقول : من حق أثينا أن تنتحر من حقها أن تدخَّني قبل أن تمضي و أقول : هي التي قدَّتْ من صخرٍ جنونها الأزلي و من طينٍ مسَّهُ قمرُ العشق أنا من بنى ما سيكون أثراً بعد حين . مُبينُ هذا الوقت أُحلّقُ فيه .. أرى بيتي يُصفِّقُ لي أرى أمي سقفاً لبيتي و تؤيد حق أثينا بالإنتحار لماذا تنتحر أثينا ؟ أُلقي سؤالي على جسدٍ يئينُّ من ذروة الرقصة و ألقي إجابتي في الرعشة و إنكسار الفجر أمام مطفئة السجائر .. || الرقصة الثانية : ترى المدنية مُعلقة بأنفاس امرئ بن القيس و الناس نيام .. وهو ذات جبل صُفَّتْ عليه المدينة صفّاً و أنت الصاعد رويداً .. تخشى العلوّ ولا تسقط .. تستمر في الصعود .. و الطللُ الجميلُ يناديك أثرٌ ما يُدميك .. تهزّكَ حين تعبر دمكَ صباحات المدينة و تُجَنّ من عجز النشيد عن النشيد طفلةٌ في العيد مدينتك .. و أنت تصعد جميلة . نظيفة . أنيقة بصباحيْن عندما يتعب الأول من لهاث النهار يحلُّ الثاني أصيلاً وفي الأصيل تعشقها أكثر و أنت تصعد ... وهي المعّلقة ببيوتٍ تَزِنُها أنت بإيقاع الحلم و أثر الموج في بكائك تشاهدُ من عَلٍ ما تساقط منها أزقةٍ وحكايات و حبٍ و أنتَ طَلَلُها فارقصْ عليك ||| الرقصة الثالثة : في الطريق إلى المسجد كان يرتدي طفولته التي لملمها عن ظهر قلب و مضى .. تجوّل في بيت الرب و لعب في سدرة منتهاه الأرضية بحثَ عن بُراقِ النبي من إسرائه إلى معراجه تعب من اللعب .. يشتهى الصلاة .. ينهرهُ الإمام يبتعد .. يعطش .. يستلقي .. ينام على أديم الأنبياء يشرب حسرةً مسَّتْ قلبه شرايين الحياة تتشابك في بدنه ينظر أسفله فيلمح بكّائين تهتزُّ الأرض من شدة النَقْرِ .. نقّارين من هؤلاء ؟ يتساءل .. يتمايل في خطاه .. يثمل يقع .. تتساقط عنه ثيابه . سوءته مفضوحة في ستر المسجد يداري .. لا يُداريها بل يبحث عن ورقة يكتب عليها عاره و الرقصة الأخيرة تُجافيه و لا تقوده حتى هذه اللحظة إلاّ صوب الخطيئة .. الاسير باسم الخندقجي عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني سجن ريمون المركزي