الشباب... و الإجازة !! إن الشباب عماد الأمم و الأوطان , و جيل العمل والطاقة والإنتاج , و جيل القوة و المهارة والإبداع , و هو الذي يبني حضارة الأوطان , و يرفع مجدها عاليا , فمتى كان الشباب واعيا مخلصا طموحا فإنه يخدم نفسه و دينه و وطنه , و قد تمر بالشباب الإجازة بعد هموم العمل و العناء , أو بعد موسم حافل بالجد و العطاء , و تحمل معها تباشير المحبة و السرور , و تدخل على القلوب الفرحة و الحبور صغارا و كبارا : طلابا و معلمين رؤساء و مرؤوسين , أو غيرهم من سائر الموظفين , و يختلف الناس في استغلال هذه الإجازة, و تختلف مقاصدهم , فبعض الناس يفضل السياحة الداخلية في ربوع الوطن وطن الأمن و الأمان و العطاء و الخير و الرخاء , و البعض الآخر و للأسف الشديد يهوى السياحة الخارجية , التي قد تحمل معها الأفكار السيئة , و تجلب الهموم و الآلام الحسرات لأصحابها , و تثقل كواهلهم بالديون بسبب تقليد الآخرين و حب المظاهر, و يرجع للوطن بقيم و أفكار خاطئة . و إن كانت تلك الإجازة راحة للإنسان , إلا أنها سرعان ما تنقضي , و إن طالت أيامها و لياليها , وقد تقلب هذه الإجازة لا قدر الله تلكم الأفراح أتراحا , و تجعل السعادة هموما وأحزانا بين الأسر والأفراد , وذلك إذا لم تستغل هذه الإجازة بما يفيد أشغلتك بما لا يفيد , لا سيما أنه يمر على الكثير من فئات المجتمع تلك النعمة العظيمة نعمة الإجازة و الفراغ , قال صلى الله عليه و سلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ ) تلك الإجازة والفراغ الذي يعصف بذلك الشباب المتقلب في السلوك و الأطوار , و المتباين في الأهداف و الأعمار , فيكون نقمة عليهم إذا غاب الناصح و الرقيب , و تُرك لهم الحبل على الغارب حيث يختلط الحابل بالنابل , و الصغير بالكبير , فيتلقف هذا الشباب غير الواعي قرناء السوء , ويوقعون بهم في دروب المهالك والمخدرات , وتشيع تلك الانحرافات الخاطئة والسلوكيات السيئة , والتي لا تخلف وراءها إلا الآلام و المآسي , والتي تجعل الشباب يتجرع مرارة الحسرة والندامة لا قدر الله و مما يرثيه الحال أن البعض من الشباب أو الفتيات يقضي الإجازة ما بين السهر و النوم , و قد لا يبالي هذا الشاب أو تلك الفتاة بالتقصير بالمسؤولية و التكاليف . لذلك يجب على الأسر و رجالات التربية والتعليم في المجتمع تكاتف الجهود من أجل توعية الشباب عامة .