يقول الله تعالى « والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر « ويقول – صلى الله عليه وسلم – « لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها وعن عمره فيما أفناه" هل نستفيد فعلاُ من الإجازة ؟ كيف نستفيد من الإجازة ؟ كلها أسئلة يجب أن نجيب عنها ، فالكثير منا تمر به الإجازة وتنتهي وكأن شيئاً لم يكن ، بدايتها ونهايتها لديه سواء ، فهو لا يعرف أهمية هذه الفترة وما لها من دور كبير في التطوير والتثقيف والخروج بفوائد جمة إن هي استغلت على الوجه المطلوب ، يقول أحد السلف (أدركت أقواماً أحدهم أشح على وقته منه على دراهمه ). إننا إذا أردنا أن نخرج بأكبر قدر من الفائدة في هذه الإجازة فعلينا أن نوازن بين المنظومة الثلاثية التالية : أولاً : الجانب الروحي وهو كل ما يتعلق بعلاقة الإنسان بربه من عبادات وطاعات وغيرها. ثانياً : الجانب العقلي المتعلق بغذاء العقل من برامج تطويرية وتثقيفية وقراءة ونحوها. ثالثاً : الجانب الصحي المرتبط بصحة الجسم من برامج رياضية كالمشي والسباحة مثلاً والفحوصات الطبية أيضاً . إن مشكلتنا هي غياب ثقافة الإجازة عن الكثير منا وذلك لعدم وجود التخطيط الهادف الواعي فهناك من يعتقد أن الإجازة هي فرصة للتطوير الإلزامي فهو في الصباح في دورة مكثفة وفي المساء في برنامج تعليمي مرهقاً نفسه ومهملاً الجانب الصحي والروحي . والبعض الآخر يشد مئزره ويشمر عن ساعديه فليله قيام ونهاره صيام غير مبال بصحته ولا مهتم بغذاء عقله ، ولا يعلم صاحبنا أن ديننا الإسلامي هو الدين الكامل المتكامل الشامل. وآخر يعتقد أن الإجازة للراحة والاستجمام فقط فهو من ناد إلى ناد ومن ملهى إلى ملهى غير مكترث بالعبادة والطاعة وعقله أيضا في إجازة . يقول – صلى الله عليه وسلم – « نعمتان مغبون عليهما كثير من الناس : الصحة والفراغ" فالغبن هنا هو الحسرة والندامة ، فلا تكن من المغبونين على ضياع إجازتهم ولات ساعة مندم . غرم صالح الغامدي-الباحة