الشباب إحدى الركائز الأساسية التي تنهض بالأوطان، وإحدى الدعائم التي تبني حضارة الأمم والشعوب، وترفع مجدها عاليا، وإن الدول تقدم للشباب المساعدات المادية والمعنوية، حيث تنفق عليهم الأموال الطائلة، وتقدم لهم النصح والإرشاد والتوجيهات السليمة، كي ينفعوا أنفسهم، ويخدموا أوطانهم في شتى المجالات والميادين. وإذا تربى الشباب تربية سليمة فإنه ينفع وطنه ومواطنيه، ويكون قدوة حسنة، وإذا كان ذلك الشباب قد تربى تربية غير سليمة على أفكار منحرفة أضر نفسه وأضر وطنه ومواطنيه. وإن الشباب بحاجة إلى التوجيه واستثمار الفراغ بما يفيد سواء كان إجازة بعد عناء وعمل، أو كان نتيجة فراغ لأي سبب. وقد لا يدرك المرء خطورة الفراغ أو الإجازة، وذلك عندما لا يستغله فيما يفيد لا سيما أنه يمر على الكثير من فئات المجتمع، وخاصة الشباب والفتيات. الفراغ تلك النعمة العظيمة التي قال عنها الصادق المصدوق: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ) ذلك الفراغ الذي يعصف بهذه الطاقة الشبابية المتقلبة في السلوك والأطوار، والمتباينة في الأهداف والأعمار، فيكون نقمة عليهم إذا غاب الناصح والرقيب، وترك لهم الحبل على الغارب ما بين الشوارع والأسواق، أو خلف أسوار الاستراحات، حيث يختلط الحابل بالنابل، والصغير بالكبير، فيتلقف هذا الشباب غير الواعي قرناء السوء، ويوقعون بهم في دروب المهالك والمخدرات. عبد العزيز السلامة أوثال