وطن غالي وشعب راقي ومليك يجزي في المعاطي، فلماذا نشاهد وزارات كلها تخبطات (إذا عملت أصلاً)، ومستشفيات لا تنجح في توفير الأدوية والعلاجات، و جامعات تخرج عاطلين وعاطلات! .. من الواضح بأن المعطيات أكبر من المخرجات إذن أين الخلل؟. إي زائر للدول الأوروبية أو اليابان أو أي دولة من الدول المتقدمة، يلاحظ بأن جميع الخدمات تقدم بكل يسر وسهولة، بل وأصبحت تقدم إلكترونياً وقد طبقت منذ سنوات عديدة، وهم الآن يبحثون ويتفننون في ابتكار طرق جديدة لتسهيل الخدمات للمواطنين، وبالتالي فإن المواطن سوف يذهب إلى عمله وهو مرتاح البال مطمئن على نفسه وأولاده، والنتيجة بأن تكون إنتاجيته مضاعفه، وهذا ما تبحث عنه هذه الدول، أما نحن فلم نصل إلى تقديم الخدمات في وقتها وبعض الخدمات لا تقدم أصلاً وبعضها يقدم بعد فوات الأوان كمواعيد المستشفيات. يسأل المواطن البسيط، ماهو دور بعض الوزارات وماذا تقوم به كوزارة التخطيط؟ وعلى النقيض من ذلك، لماذا بعض الوزارات تتدخل في كل كبيرة وصغيرة حتى في أعمال الوزارات الأخرى كوزارة المالية؟ ومما لا شك فيه بأن هناك تداخل في الأدوار وتكامل فيما بينها، إلا أن ما نشاهده من تدخلات في مجملها تعقيدية أو حتى غير مفيدة، يوحي بأن الوزارات المتدخل في شؤونها غير عاملة أو أنها وزارات ليس لديها ما تقدمه (مع وقف التنفيذ)، وقس على ذلك ما يحدث في الدوائر التي تتبع للوزارات. التفاؤل مطلوب ولكن إذا رأينا مدارسنا والحصيلة العلمية الضعيفة التي يخرج بها خريجي المدارس وخريجي كثير من الجامعات، فإن التفاؤل سوف يتبخر ويذهب أدراج الرياح، ومن أسباب ذلك ضعف بالغ لكثير من المدرسين وبعض أساتذة الكليات والجامعات وبالتالي ضعف من يتتلمذ على يديهم، وبدلاً من البحث عن سبيل لمعالجة ضعف مخرجات التعليم بعد تحديد أسباب الضعف الفعلية، وليس بإلقاء اللوم على هذا وذاك، وفي خضم هذه المشكلات نفجع بكوابيس من أخونا (تحصيلي) وأخته (قدرات). برامج القياس أصبحت هاجس العائلات السعودية قاطبةً، ونحن نتعايش معها منذ وصول الابن الأكبر أو البنت الكبرى للثانوية وحتى يتخرج أخر الأطفال من الجامعة وحتى بعد ذلك، ولا شك بأن هذا الخوف سببه الرئيسي ضعف الحصيلة العلمية لأبنائنا الخريجين .. والحل لدى المؤسسات التعليمية فهل يدركون ذلك؟. ضعف مخرجات التعليم، وعدم تقديم خدمات صحية تصل لتطلعات المواطن، وخمول بعض الوزارات، كل ذلك وأكثر بسبب الفساد الإداري والمالي وما يترتب عليه من طمع وإتكالية هدامة، أيضاً ضعف الحس الوطني ناهيك عن ضعف الوازع الديني. نكزة : إذن مستشفيات (لا) تقدم خدمات، ووزارات (لا) تقدم خطط وبعضها (لا) يعمل ما هو مطلوب منه، والتعليم (لا) يخرج طلبة وطالبات متعلمين، كل ذلك يدل على أن هذه الوزارات والمستشفيات والمدارس والجامعات تعمل ولكن مع وقف التنفيذ. والله أعلم