ليست قضية المواطن الألماني اللبناني خالد المصري والتي فضحت قضية السجون الطائرة في مقدونيا هي الوحيدة المرتبطة بعرب ألمانيا جراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر, فالأردني الألماني نعمان محمد تضرر هو الآخر جراء تلك الأحداث فقد كان تخرجه من أحد معاهد الطيران الأمريكية بعد أسبوع واحد من تلك الأحداث سببا لمتاعب له في بلديه بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة. أما شقيقه شادي فقد طردته السلطات الألمانية بسبب تقارير المخبرين العرب في ألمانيا وما أكثرهم وليس للطرد أية علاقة بالإرهاب.وهذه الأمور وغيرها يتابعها الدكتور هشام سعيد حماد الذي يرأس مشروع مساواة المسلمين في ألمانيا وهو أول عربي دخل البرلمان الألماني وقد حدثني كثيرا عن خشية الغرب من الثورات الشعبية العربية والمآلات التي ستؤول إليها لأن الإستقلالات الحقيقية قد بدأت تلوح في الأفق لتعم الشرق العربي وخطط الغرب لم تعد تنطلي على الشعوب العربية كالسابق.ألمرحلة الإنتقالية العربية قد تستغرق وقتا ولكنها ستقلب المعادلة التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو والتي بموجبها بقي الكيان الصهيوني قائما حتى اللحظة. ولن تؤثر الدولة الجديدة في جنوب السودان سلبا على الإرتقاء المنشود في الدور المصري لأن الأحداث الجارية وانكسار حاجز الخوف سيشكل مددا بين الأقطار التي افتقدت قائدا فذا لها طيلة قرن المؤامرة المنصرم.ألمغتربون العرب لعبوا دورا في التغيير عندما كشفوا حقيقة الغرب الإستعماري وكيف تتم فيه صناعة القرن السياسي ودور التلقين لأوامره من أركان سايكس بيكو وتنفيذها ضد مصالح الشعوب العربية التي ما كانت لتستفيق إلا على شخصية مجهولة الهوية تقودها بذريعة أو أخرى. قال لي الديبلوماسي اليوغوسلافي برانكو تيربينوفسكي عام 1990 وقد كان حينئذ سفيرا لبلاده في بغداد إن هذا التجييش الذي يجهز للعراق إنما هو حرب صليبية جديدة ستستمر لعقود من الزمن.