في استفتاء نشرته "الحياة" على صفحتها في فيسبوك (جريدة الحياة - Daralhayat)، طرحت السؤال التالي: "هل ترى أن الثورات العربية هي معاهدة سايكس - بيكو جديدة؟". وجاء الاستفتاء كنوع من استمزاج آراء القراء في هذه المسألة بعد أن طرحها الكاتب محمد حسنين هيكل في مقابلة مع "الأهرام" المصرية (عدد 23/09/2011)، شارحاً نظرته إلى "الربيع العربي"... وتطرق إليها أخيراً رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، في معرض تناوله الحالة في سورية (تجدون أدناه مقتطفات بتصرّف من حديث هيكل ونظرة بري). وكأن ثمة محاولة لتعميم هذه النظرة على تحركات الشارع العربي. وهي نظرة لا تراعي كل مكوّنات التحركات ومسبباتها، بل تغلّب التقاطعات في المصالح المختلفة على الظروف الموضوعية للتحركات ورغبات المجتمعات في التغيير. وكانت نتيجة الاستفتاء الذي دام 24 ساعة حتى ظهر اليوم الخميس 20 أكتوبر: 74.81 في المئة لا يرون في الثورات العربية سايكس - بيكو جديدة، ويخالفهم في الرأي 19.26 في المئة، وهناك 5.93 في المئة لا رأي محدداً لهم. يشار إلى أن عدد المشاركين في الاستفتاء بلغ 135 (101 لا، 26 نعم و8 لست أدري)، وظهرت كتلة الاستفتاء أمام 1625 مشترك (impressions) في فيسبوك من أعضاء صفحة "جريدة الحياة - Daralhayat" ومعجبيها وأصدقائهم, أي أن عدد المشاركين شكّل نسبة 8.31 في المئة في مجموع انتشار الاستفتاء. ___________ * مقتطفات بتصرّف من حديث هيكل إلى "الأهرام" 23/09/2011 أكد الكاتب والمحلل السياسي المخضرم محمد حسنين هيكل بأن ما يشهده العالم العربي هذه الأيام ليس "ربيعاً عربياً" وإنما "سايكس بيكو" جديد لتقسيم العالم العربي وتقاسم موارده ومواقعه ضمن 3 مشاريع، الأول غربي "أوربي- امريكي" والثاني إيراني والثالث تركي بالإضافة إلى نصف مشروع اسرائيلي لإجهاض القضية الفلسطينية.. منوهاً بأن الثورات لا تصنع ويستحيل أن تنجح بهذا الاسلوب باعتبارها فعل لا يتم بطريقة "تسليم المفتاح" من قوى خارجية تطلب السيطرة ولا تريد إلا مصالحها فقط ولا يصح أن يتصور أحد أنها بعد المصالح تريد تحرير شعب. لافتاً إلى ان الاعتراف الامريكي الغربي بالاخوان المسلمين لم يأت قبولاً بحق لهم ولا اعجاباً ولا حكمة، لكنه جاء قبولاً بنصيحة عدد من المستشرقين لتوظيف ذلك في تأجيج فتنة في الإسلام لصالح آخرين، مضيفاً بأن نشوة الاخوان بالاعتراف الأمريكي الغربي بشرعيتهم لم تعطهم فرصة كافية لدراسة دواعي الاعتراف بعد نشوة الاعتراف. جاء ذلك في حوار أجرته صحيفة "الاهرام" المصرية مؤخراً مع الكاتب والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل. حيث أشار هيكل إلى أن ما نراه الآن ليس مجرد ربيع عربي تهب نسماته على المنطقة، وإنما هو تغيير اقليمي ودولي وسياسي يتحرك بسرعة كاسحة على جبهة عريضة ويحدث آثاراً عميقة ومحفوفة بالمخاطر أيضاً. ___________ * مقتطفات من الخبر "بري يحذر من سايكس - بيكو جديد" كما ورد في "الحياة" 7/10/2011 أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن «لبنان يعيش حالاً من الاستقرار النقدي والامني»، معتبراً أن «الاحداث الأمنية فقاقيع، وإرادة الحوار هي الغالبة»، كما دعا الى «إصلاح النظام السياسي العربي وتحديثه والتنبه الى الأخطار». وعلّق بري خلال لقاء مع الجالية اللبنانية في أرمينيا قبيل عودته الى بيروت أمس، على التطورات التي يشهدها عدد من الاقطار العربية وفي الطليعة سورية، مؤكداً أن «لبنان إذ يدعو إلى إصلاح النظام السياسي العربي وتحديثه وزيادة مشاركة المواطنين من الجنسين المرأة والرجل في كل ما يصنع حياة المجتمعات والاقطار العربية، وإشراك الشباب وزيادة التربية على الديموقراطية لجعلها أسلوب حياة، فإننا ننبه الى المخاطر المترتبة على مشاريع السيطرة على موارد الامة العربية البشرية والطبيعية والى إضعافها وإنهاك نظامها وإحداث المزيد من الانقسامات التي تهدد وحدة أراضي وشعوب ومؤسسات الدول العربية، ما يعيد الى الأذهان سايكس - بيكو آخر».