إذا أردت أن تتعرف على أمّة أو تتوقع مستقبلها فانظر حال مثقفيها ومفكريها ونخبها ومن يمسك بزمام الأطروحات والإملاءات فيها. إن بعض كتابنا ومثقفينا لا يمثلنا من قريب ولا من بعيد ولا يجب أن يطلق عليه اسم مثقف أو نحوه وقد اهتزت مبادئهم وظهرت مراماتهم وخدماتهم وبالتالي فهم يقصون ويبعدون كل من يخالفهم أو يكشف حقيقتهم ويقيمون عليه الحروب ويجمعون عليه الجموع لأنه خالفهم ثم يدّعون الحرية وقبول الآخر . . . الخ،وقد قال قوم لوط عليه السلام له ومن معه:( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) فهم لا يوافقوننا على ما نريد ولا يمارسون ما نمارس فأبعدوهم. إن بعض كتابنا هم كما قال الأمير نايف وفقه الله ضد العقيدة وضد الوطن،وما ذاك إلا أن عقولهم غرّبت أو شرّقت فضاقت ذرعاً بمن يسمونهم المحافظين الذين يسيرون على مبادئ قيّمة وأصالة وقيم نبيلة. الاختلاط من أكبر أسباب وقوع الفواحش والتحرش وغيره وذريعة كبرى للزنى وما والاه وفتاوى علماؤنا قديماً وحديثاً ظاهرة في ذلك وواضحة وبينة ومع ذلك لا زال الكثير يرى أن تقدمنا وتميزنا لن يتم إلا إذا كشفت المرأة وجهها وجلست بجانب الرجل واختلطت بزيد وعبيد وكلمت عمر ومعمر عندها سوف نزيل التخلف وسوف نسابق الأمم في التقدم والحضارة وسوف نصنع ونخترع ونكتشف ونفوز المهم كشف الوجه والاختلاط وإبعاد المحرم وقيادة السيارة فثم السيادة! تبّاً لتلكم الأطروحات ولتلكم العقول المنكدرة المتلوثة بمياه الشرق والغرب التي باعت مبادئها وضمائرها وقيمها وأصالتها وريادتها! إن ما يحصل في بعض اجتماعات من يسمون مثقفون ولا أدري أي ثقافة تلك ما يحصل من اختلاط وتشابك بالأيدي وجلوس المثقف البارع بجوار المثقفة الصغيرة اليافعة القادمة بقوة وتبادل الكلمات واللكنات والضحكات والابتسامات والمرور سوياً في الممرات والذهاب والإياب معاً إلى غير ذلك منكر لا يرضاه عقل فضلاً عن دين أو قيم،وإذا أنكر أحد ذلك سواءً كان مثقفاً أو غيره سعودياً أو غيره شيحيّاً أو غيره فليستعد لحرب ضروس لا هوادة فيها لأن عليه أن يرى أن ذاكم الاختلاط وتلكم الجلسات وتلكم اللقاءات وتلكم المساعدة في التأليف بشروط دنيئة عليه أن يرى كل ذلك ثقافة وفكر وتقدم وحضارة وإلا فليستعد للتنكيل والتقبيح والقدح والمحاكمة كما يقولون ولم أدر على أي شيء سوف يحاكم ونحن تحكمنا الشريعة التي من واجباتها القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،أتمنى أن يتقدم أحدهم على من أنكر المنكر بدعوى لمحاكمته لأنها سوف ترجع عليه وعلى شاكلته وعلى نفسها جنت براقش. كما أوصي المثقفين الصادقين الأحرار أن لا تهمهم تلكم الخزعبلات وأن يمضوا للدفاع عن دينهم ووطنهم وقيمهم الأصيلة وأن لا يلتفتوا لكل ناعق وأن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر والكل معهم ربهم وعلماؤهم وولاتهم ومجتمعهم ككل،كما أوصيهم أن يمسكوا هم بزمام الأمور حتى يخرجوا مثقفين حقا وتكون مؤسساتنا تمثلنا وتشرفنا حقاً وفق ما قامت عليه هذه الدولة المباركة منذ الأزل وأن لا يترك بيننا مكان للشواذ الذين ينالون من مبادئنا وقيمنا. عبد الله عوبدان الصيعري - شرورة