إن هذا الدين عظيم ما من خير إلا دلنا عليه وما من شر إلا حذرنا منه،ليس هو أطروحة بشرية أو نظرة طينية ما تلبث أن تضمحل وتنهار بل هو الحق الذي لا مرية فيه،ماشهد بخيريته ونفعه فهو كذلك وما حذر منه فلما فيه مما نعلم ومما لا نعلم ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ولقد أخبرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه،وكان صلى الله عليه وسلم خير من يمتثل ما يقول،انظروا إلى تعامله مع صحابته،مع زوجاته،مع خدمه،مع الصغير والكبير،مع العامة والخاصة. إن مما ابتليت به الكثير بل كل المجتمعات العربية متفاوتة: العنف وخاصة ضد الأبناء،حيث أن هناك آباء قساة لا يعرفون معنى الأبّوة،كل تعاملهم عنف في عنف وهو سبيلهم الوحيد الذي لم يسلكوا غيره ولم يجربوا سواه،شعارهم: أول العلاج الكي،وربما يندم الأب لكن بعد أن يصيب ولده بعاهة تنكد عليه حياته،أو يصيبه بعيب خَلقي أو خُلقي يلازمه عمره! إن للأب القيادة في بيته بل ذلك من واجباته وله أن يؤدب ابنه حتى بالضرب وغيره لكن بما ينبغي،بالحكمة،بالرفق،باللين،بالبدء بالأولى البدء به،والكثير من مثقفونا تختلط عليهم الأطروحات حيال هذه المشكلة وكأنهم يريدون تجريد الأب عن واجباته القيادية أو أن تسحب منه القيادة والإشراف العام في بيته وكأنهم يريدون تجريده من كل شيء،وهناك من الناس من يرى أن للوالد التصرف المطلق في بيته فلا يسأل عمّا يفعل وإن كانت أفعاله خطأ ! والتوسط هو المطلوب . والواجب على المثقفين والمسئولين وكل مؤسسات المجتمع القيام بدورهم والوقوف ضد مشكلة العنف في المجتمع بكل صورها وبشتى طرقها،لا بد أن يقوم كلٌ بدوره وواجباته،لنجنب مجتمعاتنا مظاهر السلبية والتخلف والعنف . عبد الله عوبدان - شرورة