ما زالت إسرائيل مصرة على موقفها العدائي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) ، بسبب اصراره على تحقيق حقوق شعبه وثوابته ، فهي وكلما وضعت خطة جهنمية للتخلص من الرئيس الفلسطيني سياسيا للوصول لغايات تصفية القضية الفلسطينية نهائيا ، توقعت نجاحها واعتقدت أنها اقتربت من تحقيق أهدافها لارتكازها على بدائل لها داخل الجسم الفلسطيني والعربي ، أخذت على عاتقها المضي بتنفيذ الخطط والرغبة الإسرائيلية حتى آخر المطاف . ففي إحدى وثائق ويكي ليكيس التي بمجموعها سجلت وصمة عار على جبين إسرائيل الإرهابية المعتدية وعملائها الحقيقيين والمفترضين البائعين أنفسهم بابخس الأثمان خدمة لها ولمشروعها ضد شعب وقيادة وقضية فلسطين ، والتي ما زالت تسريباتها تثبت طهارة وعفة القيادة الفلسطينية مما ابتلي به غيرها ، فقد جاء في إحدى الوثائق أن وزارة الدفاع الأمريكية ممثلة بمساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية تلقت رسالة من عاموس جلعاد رئيس القسم السياسي والأمني بوزارة الدفاع الإسرائيلية تبلغه فيها توقع إسرائيل بحتمية انهيار الرئيس الفلسطيني سياسيا قبل منتصف عام 2011م ، وهو التوقع الوهم الذي جاء للتغطية وللتعتيم على رؤية وقرار الرئيس الفلسطيني بجعل صيف العام 2011 ، عام الحسم لإعلان وإقامة دولة فلسطين ، والصفيح الساخن الذي ينهي أطماع إسرائيل الاستيطانية وترهات حماس الإنقلابية . إلى هنا يبدوا الخبر الإسرائيلي الذي سربته ويكي ليكس والمفرح في بنيته لإعداء شعب فلسطين ، وكأنه جاء متوافقا مع دراسة ميدانية أجرتها وكالة متخصصة بالدراسات السياسية أو السيكلوجية ، إلا أن الحقيقة الموثقة أن هذه الخزعبلات الإسرائيلية التي لا تستند إلى أيه دراسات ووقائع ، سربت في هذا الوقت تحديدا لتحقق إسرائيل وحلفها بعض النجاحات على حساب الصمود والبقاء السياسي والشخصي للرئيس محمود عباس ، مع أنّ تاريخ الرسالة المزور يعود إلى السادس عشر من تشرين الثاني 2009م . وبالعودة لتاريخ الرسالة المتأبطة شرا لشعب فلسطين وقيادتها نجد أنها جاءت مباشرة بعد تقرير جولدستون وما تبعه من إرهاصات استثمرتها المعاول الفلسطينية الهدامة داخل حركة فتح من جهة وفي حركة حماس من جهة أخرى ، للاساءة لشخص الرئيس الفلسطيني ولمواقفه ، وهي التي فشلت مباشرة بعد تدخل الرئيس الفلسطيني وأوامره المباشرة لبعثته في الأممالمتحدة بالمباشرة بمناقشة التقرير للخروج بقرارات لصالح شعبنا في غزة وهو ما حدث فعلا ، إلا أنّ هذا النجاح للرئيس الفلسطيني أثار حفيظة إسرائيل وحفيظة حماس وحفيظة المعاول الفلسطينية الهدامة في فتح وخارجها ، لمحاولتهم الفاشلة إستغلال كل فرصة ممكنة للنيل من الرئيس الفلسطيني . ومما يُلفت له ويُتمعن به أنّ هذه قد الرسالة الإسرائيلية الموبوءة جاءت مباشرة بعد إنشاء أو تشكيل ما عرف باسم القيادة الموحدة للانقاذ التي وقفت وراءها بعض المعاول الفلسطينية الهدامة العاملة فوق الساحة الأردنية ، واللذين سبق وأن تسللوا للقائد الفتحاوي فاروق القدومي ظانيين تمثيلهم لفتح ولغيرهم ، مع حقيقة أنهم لا يمثلون حتى أنفسهم ومن هم على شاكلتهم ، آملين نصرته وطالبين منه اسباب المال لضمان نجاح لعبتهم الانشقاقية الهوى والإسرائيلية الصناعة والأهداف ، والذي يبدوا أنه أخيرا نبذهم وإن بعد فوات الأوان بعد أن تأكد من حبهم للمال والشهرة ، وعرف بمخططاتهم المسيئة والمعرقة لمسيرة واستراتيجية فتح . كما أنها جاءت مباشرة بعد الإجتماع الكبير لقيادات حماس والإخوان في قطر حاضنة من غزوا العراق ، واللذين اتفقوا على ضرورة ووجوب تحرير الضفة الغربية من حركة فتح ومن قوة ونفوذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وعلى ضرورة إيجاد مرجعية جديدة للفلسطينيين بدلا منظمة التحرير الفلسطينية ، وهي الخطط التي فشلت في وقتها لسببين إساسيين : يتعلق الأول بقوة وانضباط حركة فتح والتفافها حول قائدها ابو مازن ، والثاني وقوف سكان الضفة الغربية بمجموعهم خلف راية منظمة التحرير الفلسطينية ، ورفضهم بالجملة لتجربة وفكر حماس الذي أزهق الأرواح الأفكار والقضية الفلسطينية في غزة . وأخيرا جاءت هذه القراءة الإسرائيلية المغلوطة بعد قيام أحد أحد اللجنة المركزية لحركة فتح والذي صنع بمواصفات رامبوا الأمريكي بالإجتماع بعدد من قيادات حركة فتح العاملة في الساحات العربية والفلسطينية الداخلية ، ودعوتهم للاستعداد للانقلاب على قيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي اسماها بالضعيفة ، لأنه برأيه وبرأي داعميه المرشح الأقوى والأكثر حظا والمقبول دوليا وإسرائيليا بدل أبو مازن ، ولأنّ الرئيس الفلسطيني برأيه ما زال يصر على ربط موضوع العودة للمفاوضات بمضوع الإستيطان ، وهي الحجة التي لم تعد تفيد قضية المفاوضات كما قال ، وتشكل خطرا برأيه على قضية فلسطين ، متواقفا مع الموقف الأمريكي الجديد الذي دعا لمباشرة المفاوضات بتجاوز موضع الإستيطان . أما لماذا جاء توقع إسرائيل لانهيار الرئيس الفلسطيني سياسيا والذي أملت أن يكون قبل منتصف العام القادم 2011م ؟؟؟ ، فببساطة لأنّ إسرائيل باتت تعرف ومتأكدة من عزم الرئس الفلسطيني إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس صيف العام 2011م بموافقة ومعاونة دولية وعربية ، وذلك بعد مرور مقدمة الإعلان والقرار بكافة الطرق القانونية والسياسية ، والذي سيتوج بإشغال فلسطين لمقعدها في الأممالمتحدة ، خاصة بعد نجاح الحراك السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بتقريب ساعة إعلان الدولة باعتراف دول العالم بالدولة ، ومع قرب صدود القرار العربي والأوروبي بالاعتراف رسميا وفعليا بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، وهو المتوقع ربيع هذا العام . وهي اليوم وأذرعها الهدامة الخائبة الخائنة وجميع شعب فلسطين الحر الأبي باتوا متأكدين من فشل المعاول الفلسطينية الهدامة في مسعاها ومرماها والتي تخطط للانقلاب على الشرعية الفلسطينية بمساعدة التوقعات والاعتداءات الإسرائيلية ، ومتأكدين من لفظ الشعب الفلسطيني لها كما لفظ قيادات روابط القرى التي كادت أن تودي للتيه والفساد ، وكما لفظ دائما قيادات الإنشقاقات الأولى والثانية التي ما قامت إلا للإطاحة بالحلم الفلسطيني بالحرية والاستقلال ، ومحاولة الانشقاقة الثالثة التي تفوح رائحتها الكريهة والنتنة هذه الأثناء ، أبطالها أورام خبثة تظن بنفسها إرقاما وطنية قرر الشعب الفلسطيني وقيادته استئصالها ، والتي هدفت بعد استقوائها بإسرائيل ومن يقف ورائها للاطاحة بالدولة الفلسطينية المستقلة الواحدة الموحدة . وهي اليوم وعملائها باتوا متأكدين وعلى يقين من قوة الرئيس الفلسطيني ومن عزمه وتصميمه على نيل حقوق شعبه ، ومن رفض الشعب الفلسطيني لمنطق أسباب النكبة ومن صلابته بالوقوف خلف قيادته الشرعية ، تماما كما هم متأكدين من هشاشة مخرزهم الذي لن يقتلع إلا عيونهم ولن ينهي إلا إستيطانهم وحياة مردتهم السياسية وجبروتهم ، ولن يدمر إلا قلاعهم الكرتونية التي بنوها ريبة في أنفسهم في غزة الجريحة ، والتي ما قامت بدعم ايراني وإخونجي وبعض عربي عميل إلا للإنقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني ، ولن يدمر إلا أحلام المخمورين الضالين الراغبين بالقيادة بالانقلاب ، والتي نسجوها في أمخاخهم وزرعوها في مخيلة بعض كوادرها الناهبين اللذين أعتادوا الفساد والفرار والتسول وحصد الرتب والراتب ، وارتضوا جميعا ويا للعار أن يكونوا رأس حربة إسرائيل ولعبتها .