شهدت محافظة ضباء ، التابعة لمنطقة تبوك ، والواقعة على ساحل البحر الأحمر مساء يومي الأربعاء والخميس 23 ، 24 / 1/ 1432ه أمطار غزيرة ، كانت الأرصاد الجوية قد توقعت بهطولها . وتم التحذير منها عبر رسائل الجوال وبالفعل تحققت هذه التوقعات، وشهدت المحافظة وما حولها ، في هذا التوقيت ، أمطار غزيرة ، سالت على أثرها، الكثير من الأودية والشعاب ، و امتلأت بعض الشوارع بالمياه ، ولكن بصورة ،أخف وأقل مما حصل في العام الماضي ، وهذا ناتج عن بعض الأعمال ، التي قامت بها بلدية ضباء ، كفتح منافذ وطرق لتصريف المياه ، باتجاه البحر . وهي جهود تشكر عليها . ولكنها غير كافية ، فلا تزال بعض الشوارع القريبة جدا من البحر، تمتلئ بمياه الأمطار . وهذا ما أود أن أصل إليه في هذا المقال . ففي نفس اليوم ، وبعد أن خف هطول المطر ، دخلت بسيارتي في إحدى الشوارع الممتلئة بالمياه ، وكاد أن ينطفئ محرك السيارة ، لولا أني رجعت إلى الخلف ، بحثا عن شارع آخر . لكن الغريب والعجيب في الأمر، من يصدق أن هذا الشارع ، الممتلئ بالماء ، يبعد عن شاطئ البحر مسافة لا تتجاوز 20 متر فقط ، وهنا يسأل المواطن العادي والبسيط مثلي هذا السؤال : ما الذي يجعل شارع قريب جدا من البحر ، يمتلئ بالماء لدرجة يصعب عبوره بالسيارة ؟ ما الذي يمنع الماء أن يسير باتجاه البحر بما أن البحر قريب جدا ؟ إجابتي المتواضعة تقول : أن السبب هو وجود الأرصفة والحواجز الخرسانية على الشواطئ ، التي بدورها تحجز المياه وتمنعها من أن تسير في اتجاه البحر بشكل صحيح . بعض رؤساء البلديات لديهم حرص شديد جدا على إنشاء الأرصفة والحواجز الخرسانية على الشواطئ ، أكثر من حرصهم على غيرها . أود أن أقول : يفترض مع وجود البحر ،أن تكون شوارع المدن الساحلية ، اقل ضررا عند هطول الأمطار ، وأقل تجمعا للمياه من غيرها ، لو استغل وجود البحر ، بشكل صحيح ، ولو بصورة مؤقتة ، في تصريف مياه الأمطار، إلى أن يتم تنفيذ مشروع تصريف الأمطار في المستقبل ، ولكن وجود الأرصفة والحواجز الخرسانية على شواطئنا كما قلت ، من غير التفكير والحرص على عمل منافذ وطرق تصريف لمياه الأمطار من بين هذه الأرصفة والحواجز الخرسانية ، كل هذا يمنع من وصول المياه إلى البحر ، إلا بعد أن تمتلئ الشوارع وتطفو المياه فوق معدل الأرصفة والحواجز ، عند ذلك تصل مياه الأمطار إلى البحر . وبهذه المناسبة أجدها فرصة ، لأتوجه بهذا النداء إلى رؤساء البلديات في المحافظات الواقعة على ساحل البحر الأحمر ، وأقول لهم ارحمونا من الكتل الخرسانية على شواطئنا . دعوا وابقوا شواطئنا على حالها وطبيعتها . تقبلوا خالص احترامي وتقديري . عبدالله حسن أبوهاشم ضباء