المتعارف عليه قديماً أن كل القبائل كانت متمسكة بالعادات والتقاليد في مواضيع الزواج , فكانوا قديماً ينظرون فقط إلى جانب الأصل للشاب المقبل للزواج من ابنتهم , ولكنهم الآن تطوروا للأسف للأسوء , فنجد قلة لاتكاد أن تذكر مازالت متشبّطة بهذه العادة السيئة , ولكن الأغلبية منهم قد خرجو عن هذه العادات والتقاليد المتداولة بينهم ليواكبوا تطورات العصر الذي هم فيه , من أجل الحصول على الجنسية والمال والمركز وماإلى ذلك . تقول إحدى الفتيات : تقدم لي شاب في الثلاثين من عمره على خلق حاصل على الشهادة الجامعية يعمل في شركة ويتقاضى راتباً وقدره 3000 ريال , لكني لم أوافق عليه لأنه لايحمل جنسية بلدي . وتقول آخرى : تقدم لي رجل متدين متزوج ولديه اثنان من الأبناء , ويرغب في الزواج منها بشرط أن ترتدي الحجاب الشرعي كاملاً ورفضت لأنها لاتريد ذلك الحجاب . وهناك من تقول : تقدم لي شاب في العشرينات من عمره ويعمل من ذوي الدخل المحدود , ويرغب في أن أسكن مع أهله في منزل واحد إلى أن يتحسن وضعه المالي . ورفضت الزواج لأنها ترغب السكن في فيلا بمفردها . هذه كلها نماذج لعنوسة الفتيات في مجتمعنا , والسبب تلك الأوامر الوضعية التي وضعوها هؤلاء لأنفسهم والتي لم ينزل الله بها من سلطان , الأولى تناست بأن هذا الشاب مقتدر ومسلم وركزت على مسألة الجنسية , والثانية تعمدت أن تتناسى أن الرجل المتقدم لها ملتزم وسيخاف الله فيها وأن ماطلبه منها من حجاب إنما هو أمر المولى عزوجل , والثالثة رفضت الزواج لأنها لاتريد الستر بل لأنها تريد زخرفة هذه الدنيا . نسوا أن الله يقول في محكم تنزيله (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ). وكلهم جميعهم لم يلجؤا إلى المولى ويستخيروه على زواجهم من هؤلاء الشباب هل فيه خيره لهم في دينهم ودنياهم , أم لا ؟.... , نسوا هؤلاء الفتيات أننا جميعا أبناء حواء وآدم وكلنا أبناء تسعة أشهر ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى , نسوا أن هذه الحياة لن تدوم لأحد , وأن الغرض من الزواج هو إنجاب أبناء مسلمين يحملون راية الإسلام , ويتنافسون على طاعة خالقهم لينالوا أعلى الجنان , ليس من أجل غرض وصفقة دنيوية , كما يفعل البعض . وللأسف , عندما نجد عدد العنوسة في تزايد , نجد أن الفتيات يلقين اللوم على الشباب . ولايلومن عندها إلا أنفسهم . نسأل الله السلامة من آخر الزمان .