دائماً بداياتى تشبه نهاياتي ... لا جديد سيظهر على القمر ان غبت او بقيت .. لا شئ سيتغير من لون الشمس اذا غبت ستشرق كل صباح فى ثوباً اجمل واطهر واصفي لا شئ سيتغير فى الحياه اذا غبت .. هذه حقيقه حتميه لا تقبل الجدل فيها ... حتى الماء والنهر والبحر سيظل يجري كما هو الان لن يتوقف ولن يختفي .. ستستمر الحياه تشرق اوراقها وتتفتح زهورها .. ستمضى الحياه لا محال ولا جدال .. لكن سيظل شئ واحد يتعب من يحبنا بل سيصيبهم بالحزن والاكتئاب وأيهم أصعب من الحزن أن حل ضيفاً ثقيلاً فى قلب أحدنا أى حزن سيمطره الحزن فى قلوبنا .. واى شعور سيتعب عضله القلب .. ذلك القلب الذى ما ان يكف من تجفيف قطرات دموعه حتى تعود سرعان الى الجريان ... حقيقه لم تعد فى قلوبنا متسع للفرح كما كان فى الزمن الجميل لم تكد للذاكره مساحه فارغه لتسجل افراحاً جديده .. أى ذاكره موجعه نحملها بين اكف ضلوعنا وبين عضلات الاورده والشرايين وهل حقاً للاورده والشرايين عضلات وهل للضلوع اكف ؟؟ لا اعلم بقدر علمي ويقيني بأن الاشياء قد تبقى ولا تتغير بقدر تغير الانسان وطبيعته الفسولوجيه والنفسيه والجسديه المختلطه ما بين الفيزياء وما بين التجارب على مملكه فطريه الانسان ... هكذا البدايه تبدأ بصرخات مدويه فى مهد قدسيه الطفوله ولحظه الميلاد وتنتهي بنفس الصرخات حين الغروب والانحناء والسراب .. نحن اجساد متلاشيه متناثره لا تعي حقيقه مفهوم الوجدان ... نرنو خلف احلام وامال قد تتحقق بعد اعجوبه سماويه وبين احلام تموت مع لحظه الموت الجليل .. أى حزناً يستوطن أجساد الملايين من الكائنات البشريه وليس الانسان بحد ذاته ... لحظه الشروق تشبه احياناً لحظات الغروب فالاثنان تجمعهم مظاهر الجمال والابداع الرباني ولهم عشاق ينتمون لمدرسه الجمال فى تلك اللحظات بالذات ... ولحظه الميلاد تشبه لحظه الموت فالاثنان يشتركان فالصرخات والبكاء .. تمضي الاجساد وتبقى الذاكره والصور .. ولحظه العطش تشبه لحظه الجوع فالاثنان يشتركان بالحاجه للارتواء ... والصبر يشبه طاقه الجمل فالاثنان جبرا على التحمل فى شده الظروف ومراره تقبلها .. والاوجاع تشبه الحزن فالاثنان يشتركان فى الاحساس بالضجر واى ضجر هذا ان كان يميت القلب قبل أوانه ... من جديد حين ابدأ فى التفكير لآي بدايه سرعان ما يأخذني التفكير الى النهايه .. سرعان ما اجد وجه التشابه الكبير ما بين البدايات والنهايات تتشابه ... وتبقى أكف الميزان ترجح ايهم ابقى للقدر هل البدايه ستشرق بدون عتمه ام النهايه ستغلق ابوابها وقبلها نوافذها قبل اكتمال البدر ... فلسفات كثيره تجرنا بحيره وقبلها عواصم من مدن وتجارب الحياه تمر بنا هنا لحظه واخرى هناك ............. لحظات كثيره ننظر للنقط تلك ونتسأل إيهم اقرب للروح هل النقط تلك ام يا ترى ما بين فراغات النقط ..... وهل يا ترى قطرات الماء والانسكابات كذلك هى الاخرى تشبه لحظات الترقب والانتظار ربما قد يشتركا معاً فى انتظار شئ مجهول قد تكون البدايه السعيده وقد تكون النهايه لتلك البدايه وما اصعبها من لحظه معتوه تلك التى تجبرنا على التصديق بأن الموت واحد والحياه هى الاخرى واحده ولا يوجد بينهم مساحات مستثنيه ..هل الاشياء تتشابه فى حياه الانسان مع قرينها فى كل شئ وهل للقرين كذلك رحله بدايه ونهايه تبدأ بموعد الميلاد وتنتهي بالتلاشي مثلنا تماماً ومثل احلامنا الطائره على جنح البعوض ........ بقلم / فريال الفارسي