شِتَاءٌ عَجُوزٌ ليْتَهُ يَمُرُ الديوان الثانى للشاعر سَيِّد عَبْدالرَّحِيم، صدر ضمن سلسلة الكتاب الأول عن المجلس الأعلى للثقافة المصرية.. والديوان يضم 30 قصيدة من الشعر الفصيح. صدر لنا الشاعر رصده وتشابكه مع تفاصيل الحياة " الجلوس فى المقهى، ومراقبة البشر، ومصادقة البحر، وكرْه العالم، وحب الحياة والوحدة، والحزن، والملل " واهدى ديوانه الى العبث وكأنها تقودنا اليه.ويفصل ذلك فى قصيدته ينتظر مغامرة "الساعة تشير لزمن التقاعد,والمقهى,ضفة تناسب قرصان,احتسى البحر ,قطرةً ,قطرةً,حتى تيبس قلبه,لا يواسيه سوى تذكر". يقدم الشاعر عبر تجربة شعرية رائقة بعيدة عن الأكليشيهات الفنية، علاقته ثرية فى منطقة مضيئة بين الخيال والواقع وبين الرصد والتشابك فيقول الشاعر فى كلمته الأولى "بداية سأقف عند حدود الحياة لأنعم بالوحدة" ويقول فى قصيدته خطوة للحياة "حين يتنقل على أطراف أصابعه,فلا يترك فاصلاً,بين الحرص على ألا يوقظ أحداً,ومتعة الرقص فى الظلام". بين الحكمة والعبث فى رؤية الذات المستكينة للعالم المتوحش القاسي..وفى تعظيم الانسانية واضطرار الانسان للجوء للوحدة وبين صدمات معايشة الحياة. يقول الشاعرفى قصيدة دقات خفيفة توقظ الروح "لا تعرف الخطوة القادمة ,للأمام أم للخلف". ويرصد الشاعر وحشية التاريخ والحروب وتفسير لبشاعتها على انها العاب تليفزيونية فيما تعرضه لنا نشرات الاخبار عن الحروب فى قصيدة "ألعاب تليفزيونية" أصبح ضرورياً,العثور على فكرةٍ,مبهجةٍ,والابتعاد عن أحاديث المقهى,و البحث ,عن كتاب يفك شفرة الحياة,يعيد ترتيب العالم,لم يعد كافيا إيجاد ,امرأة,لتصبح الرومانسية ممكنةً,هناك شئٌ ,أكبر من الحزن ,والملل,والكآبة,فهل امرأة,تعلِّم الموج فن التعامل ,مع الأجساد الليِّنة؟!وأصدقاء ,لا ينتظرون بكائي,ليثبتوا أنهم آدميون؟!,يحجبان رؤية بشر,يتحولون لقنابل ,هناك شيئ ,أكبر من الأنا ,و الآخر ,و التاريخ,فى زمن حول الإبادة ,لألعاب تليفزيونية" يؤكد الشاعر سيد عبدالرحيم ان له رؤية واضحة كشاعر يحمل روحا تأملية رائقة قادرة على النظر فى أعين عالم منطفئ متوحش تاركا لنا اثرا متفردا هو ديوان "شتاء عجوز ليته يمر".