الاحداث الكبيرة تفرِض مواقف وتُحَرِك أخرى , يكبر بسببها البعض ويصغر البعض الآخر ويتضاءل , فالكبار يستثمرون الحدث ان لم يكونوا صنعوه , وغيرهم يتجاهله ولو كانوا قد عايشوه , فالعدو يحاول ان يفتك بهذا وذاك وكل من هادنوه . في يوم الحرية 31 مايو لعام 2010 , يا لها من لحظات ثمينة تمضي ولا تُستَثمَر من قبل اناس يقودون أمة لها من العزة ما يكفي لأمم كثيرة , فكان المطلوب وما زال أن نرتقي لمستوى تداعيات الحدث , ان فاتنا أن نكون في الحدث ذاته , انه حق وواجب على قاداتنا أو من يمثلهم في عالمنا العربي والاسلامي ان يذهبوا الى اسطنبول دعماً وشكراً , عزاً وفخراً لما جرى وما سيجري فيما هو قادم , فان لم يكن لهم سهم بهذا فمتى سوف يكون ؟ بعد يوم الحرية بيومين حيث اتضحت الصورة تساءلت كيف أقوم بواجبي ؟ وبجهد المُقِل وما يمكن تقديمه تجاه تركيا وأسطول الحرية نصرة لأهلنا في غزة والذي هو حق وواجب , فاهتديت للاتصال مع السفارة التركية كي أسجل رسالة شكر وفخر واعتزاز واقول لهم تحية طيبة ملؤها الشوق والمحبة لتركيا العظمى وشعبها الأبي الكريم . بعدها جاء الرد بالترحيب من مكتب السفير وطلبت أن يأذنوا لي باصطحاب بعض الأصدقاء والذين يشعرون بالواجب ومثلهم مئات وملايين يعتزون بموقف تركيا الكبير فاستجاب سعادة السفير حيث كان سعيداً بذلك الخبر. التقينا سعادة السفير التركي في مكتبه واستضافنا بحرارة وابتسامة عريضة في محياه أردنا ابلاغه الشكر الجزيل للحكومة التركية وعلى رأسها دولة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والشعب التركي العظيم ممثلا بالسفارة التركية في السعودية وبشخص سعادة السفير للواجب والأمانة اللذان قام بأدائهما الشعب التركي والحكومة تجاه القضية الفلسطينية والقضية الإسلامية وعموم المسلمين وعموم أهل الأرض , وبهذا يكونوا قد علَّموا الأمم كيف هي الحرية وقوافلها وقبل ذلك الإخلاص والبذل والعطاء . كم أنت عظيم يا شعبنا التركي العثماني وكم انت كبير في أعيننا وكم هو صغير الخوف في اعينكم وكم ذاك المحتل حقير في قرصنته ودمتم الى الحق أقرب . خاطبت السفير وأكدت له حبنا الكبير لتركيا ورجال تركيا الأبطال , وكيف أنهم أعادوا مجدأً ماضياً ونريد أكثر وأكثر, وعندما تنجح الخطوة الاولى والتي هم بصددها , نطالبهم بالخطوة الثانية ألا وهي القدس , فالقدس تنادي والقدس تئن وتصرخ وتجأر الى الله , فالمسؤولية كبيرة والمسيرة طويلة وأنتم أهلٌ لها. وشدد السفير على الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي نتمناها نحن الفلسطينيين وأكد لي أنهم على الوعد باقون فبارك الله بهم وبشعبهم وحفظهم لامة العرب والمسلمين . لذا نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة .