البريد الحق يعلو ولا يعلى عليه ، حتى لو اختلفت الأطروحات والإيديولوجيات وتباينت الرؤى والأفكار ، لابد أن يجلي النور الظلام ، ويظهر الحق وتتجلى الحقائق لمن يبحث عنها ، لاسيما أننا في عصر التطور الفكري والعقلانية ولم تعد تنطلي على الناس تلك النداءات والادعاءات والشعارات التي يطرحها بعض الأشخاص والفئات على الساحة فأصبح ما يطرح يفهم لماذا طرح وما المطلوب والمرجو من وراء طرحه . وأصبحنا نعي نوايا هؤلاء الأشخاص التدميرية والتخريبية للمجتمع وسعيهم الحثيث لخلخلة نظام الدولة وقلما نجد من يصمد وينتصر وهو يحارب على عدة جبهات ، نعم لن ينتصر إلا الدين الصحيح السليم المبني على قال الله تعالى وقال رسوله صلوات الله وسلامه عليه والسير على القيم والثوابت التي أقرها ديننا الحنيف والذي لم يترك لنا كبيرة ولا صغيرة إلا بينها وكأني أرى هذا الدين متمثلا بعلمائه وكتّابه وهو يخوض معارك شرسة على جبهات عده ويفتك بكل خارج وضال و يحقق نصراً لا مثيل له على الإطلاق ويتسيد تلك المعارك معركتين ضاريتين الأولى ضد من يسمون أنفسهم بالليبراليين أو التغريبيين والثانية ضد الرافضة الشيعية أو الصفوية (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ .. الأيه) الوطن ولله الحمد قائم على كتاب الله وسنة نبيه ودائما ما نسمع هذا من ولاة الأمر ويكررونها مرارا وتكرارا أن المملكة العربية السعودية دستورها الكتاب والسنة ويؤكدون حرصهم على تطبيق الشريعة الإسلامية قولا وعملا .. فلابد أن نحافظ على ثوابت الدين والوطن ونحمي أرضنا ومقدساتنا كما نحمي أنفسنا وأشد .. ولا مساومة إطلاقا على أي أمر له علاقة بالثوابت والقيم الإسلامية .ولن نقبل قول لا يتناسب وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم . وقد سمعتم ورأيتم بأم أعينكم ذلك الليبرالي الذي تلبس الإعلام وتسيد رئاسة تحرير أحد الصحف السعودية المشهورة كيف ارتجل أمام الملأ في إحدى القنوات الفضائية وبدأ يناقض نفسه وكأنه يتخبط في وحل السير على الطريق الخطأ بينما طرف المحاورة الآخر ظهر هادئا فصيحا مفوها قوي الحجة والبرهان مثقفا واسع الإطلاع راقي مؤدب حتى قلنا ليته سكت وأصبح ذلك الإعلامي مدعاة للضحك والشفقة . ((وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ 171 إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ 172 وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ 173).... ولم يدر بخلدي ساعتها إلا أن أتسائل ما الذي يريده هذا الإعلامي الذي تظهر عليه الليبرالية الواضحة ؟ وكأنه ليس من الإسلاميين المتديننين حيث يتساءل من هم صناع الكوابيس ؟ وكان غالب على ظنه أن النتيجة تتجه لصالحه ، حيث يوهمون من يقرأ لهم بأن غالبية الشعب يبارك لهم أفكارهم ويوقعون لهم بالعشرة على السير بما يمليه لهم منهجهم المضل على الأقل إذا ابتليتم فاستتروا ثم يجب عليكم أيها الناعقون بالعلمنة والتحرر أن تحترموا عرف البلد الذي منحكم العيش بين ظهرانيه إن لم توفقوا في احترام ثوابت الدين وقيمه وقد بان لكم ذلك من خلال طرح الاستفتاء لتساؤلكم عن صناع الكوابيس .. فعندما يرتبط وصفك بالعود والبخور والعسل وحبة البركة خير من أن يرتبط بالفسق والمرقص والاختلاط .. بان لكل عاقل أنكم أنتم فقط أعداء التنمية والتطور والرفعة وبان من هم الشياطين وصناع الكوابيس فمتى كانت الشهوانية طريق للرفعة والتطور والتنمية وإني ناصح لكم : بأن عليكم العودة إلى رشدكم فإن لم تستطيعوا فعليكم البحث عن بلد يتناسب وتوجهاتكم وأرائكم المنحلة والتي لا تستند إلى دستور أو مرجع وتبحثوا عن أناس لا يتعارض تفكيرهم وتفكيركم واعلموا أنكم تسيرون بطريق محفوف بالمخاطر الدنيوية طريق خطأ ونهايته معلومة لدى كل عاقل . (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ .. الآيه ) اللهم أنصر من نصر الدين واخذل من أراد المساس بدينك ونبيك وعبادك الصالحون اللهم احفظ ولاة أمورنا وأيدهم بنصرك وأصلح لهم البطانة : :