قررت سمكتان في احدى الانهار الصغيرة ان يدخلان في سباق احداهما ذهبية والاخرى بنية وهو اجتياز النهر بطوله وصولا الى البحر وهو خط النهاية ...وانطلقتا السمكتين متحمستين وبكل قوة ومتعة وبنصف الطريق قررت السمكة البنية ان تغير طريقها والى نفس النهاية واخبرت السمكة الذهبية بقرارها ...الا ان الذهبية نصحتها بعدم المخاطرة لان الطريق طويلة جدا وخطرة وليس ضمن قدرتها الصمود في هذا الطريق ...الا ان السمكة البنية لم تضغي لكلام السمكة الذهبية وذهبت في طريق آخر.... وبدأت السمكة البنية تسبح ....وتسبح الى ان بدات تشعر بالتعب ولم تجد بوادر لنهاية الطريق ...وبدا الموج اعنف والصخور اكبر والعبور اصعب على قدرتها في التحمل .....وفجأة !!!صدمتها حجر ...وهنا فقدت السيطرة على نفسها.....وفي الجهة الاخرى قاربت السمكة الذهبية الوصول الى خط النهاية وهي تفكر بفرحة النصر الذي حققته على السمكة البنية.....اما السمكة البنية ليس احد في محنتها ....وعادت بالتفكير الى البداية.... والسباق... والامواج تلطمها.....وكيف ارادت الوصول الى النهاية دون التفكير بصحة اختيارها او تقديرها لما ستواجهه وان السمكة الذهبية قد وصلت الى النهاية لانها عرفت مدى قدراتها ....وهنا وصلت السمكة الذهبية الى النهاية المتفق عليها وبدأت تنتظر السمكة البنية وتفكر ماذ حدث لها واين اصبحت الآن ؟.....والسمكة البنية في هذا الحين بدات تتلفظ انفاسها الاخيرة حين استقرت بها الامواج على الشاطئ .....وادركت ان النهاية التي وصلت اليها تختلف عما كانت تسعى اليه ......!!! ونحن يا سيدي القارئ يجب ان نكون مثل السمكة الذهبية نقدر استطاعتنا وامكانياتنا ولا نخوض غمار الحياة الا بعد ان نقدر امكاناتنا جيدا لنستطيع الاستمرار دائما ولا نضع لانفسناولاطفالنا ولبيوتنا ولازواجنا ولاعمالنا اشياء لا يقدرون عليها لان كل انسان بامكانياته وقدراته ....ففكر قبل ان تعمل.......لان التفكير نعمة...!! فاطمة الرفاعي