ها هي طقوس الكتابة قد بدات بالاكتمال مثلها مثل هذا العام المنصرم .. الذي بدات نهايته تكتمل , طقوس كتاباتي مثل طقوس قهوتي و سيجارتي .. مجنونة .. مغرورة .. خائفة مثل الفتاة التي رفضت حبي .. او بالاحرى خافت من حبي , لقد تجنبت الكتابة هذا اليوم لا اعلم لماذا ؟! لكن الان في هذة اللحظات جاء المخاض لقلمي ليلد بعض الكلمات , عسى هذه الكلمات تؤرخ بعض احزاني , لا اعلم سبب كتاباتي هذه التي تاتي دائما فجاة مثل الوحي الذي ينزل على الرسل , تاتي هذه الكتابة لتهجم بوحشية رائعة على الصفحات البيضاء , و تقتل صمتي بصمت صفحات لا صوت لها,حتى هذا القلم الذي اكتب به , جاء اسودا و هذه اول مرة اكتب بالاسود , هذه اول مرة يهيئ لي القدر قلما اسودا يليق بكتابة بعض احزاني و لكنه لا يليق لهذه الليلة التي يحتفل بها هذا العالم من كل عام , و لكنه للاسف يليق لجزء من هذا العالم الذي يموت و يحتفل عاما بعد عام ... و ينظر له العالم جميعا بضحكة شرسة عاما بعد عام , هذا الجزء من العالم يا سادتي اسمه فلسطين , اكتب في هذه المناسبة عن بعض الاشياء مثل المجد , و الدموع , و الشهداء و بعض الفرح الضائع .. سأكتب عن وطنا دخل في حالة موته الاخير , وطن سأم من الحياة , وطن مريض اعياه الصمت الموحش من هذه الإنسانية المزيفة اذا لماذا يحدث هذا في وطن ضائع , ها انا اليوم اشكر القدر لاول مرة لانه خلق لي واقعا جعل مني رجل يحترف الحزن و الوطنية و الفلسطينية ... اشكر اليوم الرب الذي خلقني فلسطينيا و من اعظم الاشياء التي خلقت هي فلسطين , يا وطني احتفل بك اليوم وحدي مع ان هذه المناسبة عالمية , لكن انا لا احتفل مثل باقية الشعوب في هذا العالم , ساحتفل الليلة بك انا او انت فقط , ساحتفل بعد مرور سنين مرت عليك و انت ما زلت اسطورة _ قاهرة ... احتفالي الليلة سيكون احتفالا سومريا لا بل احتفالا بوذيا .. لا لا هو احتفالا خرافيا او بالاحرى احتفالا ولد اليوم المدعوون فيه فقط انا و انت , و لم يكون فيه احد ... احتفالا نسرد فيه ذكريات الماضي منذ عام 1948 حتى هذه الليلة .. ساتذكر كل شئ حتى الثمالة و نبكي حتى الثمالة ... ماذا اكتب الان فكل شئ في عقلي و قلبي يفترس قلمي بشكل وحشي .. حتى اصبح قلمي لا يقوى على الكتابة لقد فقد الكثير من الدماء السوداء , ان قلمي ينزف الان حزنا على الضياع,ماذا عساني افعل ؟؟ ها هم يحتفلون بعام جديد فانا لا اكترث لهم فانت يا وطني هو العالم الذي احتفل فيه,سأجعل في التاريخ تقويم جديد اسمه فلسطينيات ... ان بداية فقرات حفلتنا يا سيدتي هذاه الليلة ... دقيقة صمت على روح هذا العالم الصامت ..! بعدها تاتي اغنية صمت ارقص فيها انا و انت بصمت و نبكي بصمت , و نضحك بصمت ثم ننتظر اقتراب العام الجديد بصمت . يا سيدتي ماذا عسانا نفعل بعد ذلك ؟؟ لا اعلم ... اشعر في بعض الاحيان انني انسان لا يستحق ان يعشق وطنا مسلوبا مغتصب لا يعرف كيف يدافع عنه و يسترده بعد ان خذلوه ابناءه , انني لا استحق حبك او انك تستحقرين حبي لك .. هل تعتقدين ذلك يا وطنا خلقت من اجله ؟؟ الان بدات طقوس كتاباتي يا وطني تشرف على الانتهاء مثل انتهاء هذا العام المنصرم , و طقوس قهوتي بدات تنتهي ايضا ... لكن الغريب ان الاعوام و القرون تنتهي و العالم و الحزن لم ينتهيا بعد ؟؟ لماذا ؟ لا اعرف و لكن اسمحوا لي ان ابعث بالتهنئة لهذا العالم الذي يحتفل بالعام الجديد تهنئة مقدمة من اطفال فلسطين و اطفال العراق و لبنان الاسير باسم الختدقجي