لا .. ليس للمخدرات ولا للإرهاب .. بل لنصيحة من شاب صغير لم يتجاوز العشرين من عمره في مقال بعنوان " نصيحة الناصحين " للكاتب عبدالله بن بخيت يصف المشهد وهو " يقضي حاجته " في السوق على مرأى من الناس ..! أتاه ذلك الشاب متبسماً والعجيب أنه لم يقل " متلثم " ..! بل ذكر أنه متبسم فعرف الكاتب أنه سيتقدم بنصحية إلا أنها قوبلت بالرفض المباشر من الكاتب ...! إن روح التذمر التي يتمتع بها بعض الكتاب ومنهم بن بخيت والتي لا يعجبها شيء على الإطلاق حانقة من المجتمع من تركيبته من الطرق من المواصلات من باصات خط البلدة ..! من كل شيء بل حتى من أنفسهم..! و لا شك أنك تتعجب من أشخاص بهذا " النوع " كبر مقتاً مثل هذه الشطحات من بن بخيت الذي لا يريد النصح سائد بين أفراد المجتمع ولا يحب الناصحين بل يريد أفراد مجتمع إذا رؤوا الناصحين جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ..! سأشطح بكم قليلاً كما شطح بن بخيت في مقاله العاثر وأذكر صديقي الذي كنت معه في احد مطاعم " المثلوثة " ونحن متربعين نسف من طيبات الرزق والحمد لله ... قال تراه " نظام أمريكي " بدأ بطني يمغصني حيث أنني كثرة من الأكل وطلبت الكثير ..! فقلت له كيف نظام أمريكي قال لي أن الأمريكان إذا دخلوا في مطعم ونحوه يجلسون على طاوله واحده ثم يقومون وكل يحاسب لنفسه ...! أخذتني الدهشة وخشيت على صاحبي أن تكون أفكاره لوثت ..! لكن من ماذا ..؟ الطباخ يماني الرز بشاور الدجاج الذي افترسنها وطني المطعم مزدحم من عشاق الكبسة .. كيف تلوثت أفكاره قلت له .. خالد هل أنت تقرأ لبعض الكتاب ..؟ قال لا اسأل ..؟ قلت له أنا لا أعرف إلا النظام السعودي " فري " سعودية .. لا أتصنع أعيش بعفويتي .. أحب النصيحة أكره التقليد الأعمى..أعتز بديني بمورثي وعرفي الاجتماعي .. أكلنا وغسلنا وبدينا نتطارح أنا وياه عند المحاسب الكل يبي يحاسب عن الثاني ... هذا هو المجتمع السعودي تربى على الحب الاجتماع لم يغرق في " الأنا " لم يقدس الذات ... يد الله مع الجماعة .. إلا أن بعض من لوثت أفكاره بالبهرجة الغربية وهذا دليل على ضعف شخصيته وقلة إتزانة يريد تفكيك المجتمع بتضعيف التعاون وإسداء النصيحة هم لا يقصدون الأشخاص وليس بينهم بين " المطاوعة " هم يردون يقضون على كل ما هو إسلامي أو يدعوا إلى الإسلام يسعون إلى قلب المفاهيم لدى الناس وإفساد معتقداتهم وهذا تلاحظه على كل من يتعاطى هذه الأفكار الدخيلة أو يتبناها يحارب المتدين أو من تطفو العاطفة الدينية عنده وإن لم يكن من التيار الصحوى على حد تعبيرهم ولو تأملت فتجدهم أزمة في وسط أزمة ومشكلة في وسط مشكلة أنظر لبعض الكتاب ماذا صنعوا في بعض المشكلات والحوادث الاجتماعية وكيف تعاطيهم للمشكلة من خلال الدراسة والتحليل في أنفلونزا الخنازير " خرشوا " عباد الله وأضعفوا جانب التوكل عند المسلمين مع حادثة جدة ماذا صنعوا مع الحوثيون والمد المجرم ماذا صنعوا هل ذهبوا للمجاهدين ووقفوا معهم وقدموا لهم " النصيحة " وربطوا على قلوبهم بالتذكير بحق الله وحق ولي الأمر وإخوانهم لا ..لا تجد من بعضهم إلا الهياط و التسدح بمقاهي الشيش هذا الذي نستفيده أما الدعاة الناصحين هم الذين تجدهم مع أهل الثغور في الخطوط الأمامية ومع المرضى في المستشفيات ومع المحتاج ومع اليتيم ومع كل من وجبت نصيحته وإن النصيحة من الدين ولن تفارق هذا المجتمع قبلها بن بخيت أم لم يقبلها فالأمر لا يعنينا كما يعنينا صلاح المجتمع وكل من يريد تبديل مفاهيم المجتمع وتغيير بنيته فإنه سيقابل بالرد والحجة من العلماء والدعاة بل سيقابل بالرفض من المجتمع بأسره العجيب من أخر شطحات بن بخيت في المشهد الذي ذكره مع أصحابة في مقهى الشيشة أنه قال للواعظ هل عندك تصريح من وزارة الإعلام ..؟ أصحح معلومتك وزارة الشؤون الإسلامية إذا أخطأ الواعظ ووزارة الشؤون البلدية والقروية للمقهى الذي وجهت لك فيه " النصيحة " كاتب وإعلامي في صحافة الإلكترونية عبدالله بن قاسم العنزي