لا يعني وضع عبدالله بن بخيت في مقال مستقل يعني التركيز على شخص بعينه لسبب شخصه المتواضع – لا يغري بالتناول – إذ يعد هذا الإيراد من قبيل العرض ك " نموذج " لبعض كتاب الصحف المحلية , صفة التطاول أجلى الصفات التي يتصف بها عبدالله بن بخيت بل هي الصفة التي أثارتها ردود أفعاله إزاء التيار المحافظ – إن صح هذا التعبير – وهذا واضح في كتابته فهو كثيراً ما يردد كل ما يخص هذا التيار ولا تلبث كتاباته تختفي لتعاود من جديد في سرديا ته المملوءة بألفاظ تعبر عن كرهه الدفين لكل ما هو محافظ أو يظهر عليه سمات الاعتدال السلوكي ..!!! وقد أشير إلى بديهية في هذا المقال إلى موقف بن بخيت من الإسلاميين لم يكن مرحلة تطور فكري لديه أو رافد لدواعي التجديد الذي دعا إليه بعض المثقفين بالمجتمع ( لا ) الأمر يختلف ..!!! حتى لا يضيق الفهم و لندرك بساطة عقل بن بخيت ومدى تفاهة بعض اهتماماته.؟ نبدأ من الأخرحكايته مع الصحويين – بحسب تعبيراته - نشر له مقال بجريدة الرياض بالعدد 15258 يوم السبت 18 / 4 / 1431 ه بعنوان " ربطونا بالدين " يقول فيه : قرأنا في التاريخ أن كثيراً من الشعوب عبروا بوابة الدين ودخلوا منطقة الخرافة " أ . ه وكذلك له مقال نشر بالعدد 15169 يوم الاثنين 18 / 1 / 1431 ه بعنوان " نصيحة الناصحين " يذكر في المقال أنه كان في أحد مقاهي " التدخين " خارج مدينة الرياض فدخل عليهم لفيف من الناصحين تذمر من تصرفات الشباب الحماسي الذي دفعته الشفقة لإنقاذ الناس من مستنقعات المعسل والسجائر وتمرير حشيش المخدرات داخل رؤوس حجر " الشيشة " ..الخ تلك الأماكن التي أرهقه الجهات الأمنية بالمتابعة سأل الكاتب كبيرهم " الشيخ " كان يرتدي زي بشت – بحسب وصفه - هل معكم أذن من وزارة الإعلام ..( !!! ) ضحك حينئذ عندما قرأت المقال أدركت بساطة عقله – عافاه الله – لا أدري ما لذي حشر وزارة الإعلام بمقاهي الشيش وما مدى سلطتها على هؤلاء الشباب الذين يجوبون الشوارع والطرقات .!؟ ويجدر بنا نذكر سبب الإحتقان ما بين بن بخيت والتيار الديني نشأته هذه الأمور التي لا يزال يتشبث بها المذكور رغم الوعي الكبير الذي نال العقل العربي في العقود الماضية تعالوا لننظر بعجالة – مره أخرى من الأخر - مقالاً للكاتب نشر بالعدد 15531 يوم السبت 26 / 1 / 1432 ه بعنوان " حرية اللبراليين " يقول فيه : صار المتشددون يحاججون بأن الليبرالين لا يؤمنون بحرية الرأي ويصادرون حرية الآخر ولا حرية سوى حريتهم إلى آخر الاتهامات. لا شك أن هذه الاتهامات المتبادلة هي نجاح كبير للفعل الليبرالي في المملكة صارت الحرية قيمة أساسية مشتركة بين أطياف المجتمع " أ . ه لم يكن هذا الإيراد محاولة لكسر الحواجز بين التيارات المختلفة أو تهيئة المجتمع لتقبل الحوار والرأي الأخر أو لإزاحة الاحتكار المعرفي أو للإعلان عن ضرورة ذلك , ولم تكن القضية المطروحة ما بينه وبين الإسلاميين للسعي وراء تطوير التنوع الثقافي بل هو يرى هذا التيار " شبح " يطارده بالمقاهي والأسواق فقد جاء في مستهل مقاله " نصيحة الناصحين " قوله : تقدم مني في إحدى أسواق الرياض شاب صغير لم يتجاوز عمره آنذاك عشرين سنة. قبل أن يقف أمامي تماما وضع على وجهه الابتسامة الصغيرة المعتادة. نشأ هذا النوع من الابتسام في فترة الصحوة. ابتسامة تختلط فيها روح الظفر بالاعتزاز بالسذاجة. أكثرنا شاهد هذه الابتسامة. يمكن التحقق منها بمشاهدة ما يسمى بالدعاة في التلفزيون. أفضل نموذج لها هي تلك الابتسامة التي يركبها عمرو خالد على وجهه عند مخاطبة جماهيره الأعزاء. عرفت أن الشاب يريد أن يمحضني النصيحة حتى قبل أن ينطق. بسرعة تفحصت نفسي. ما الذي يحتاج فيني إلى تصحيح. في اللحظة التي كنت أتفحص فيها نفسي سمعته يقول لو سمحت. التفت إليه وقال دون أن يسمع مني شيئا. تسمح لي أقدم لك نصيحة يا أخي فقلت على الفور: لا " أ . ه أيها السادة : حينما نريد إصلاح تردي الوضع الإعلامي أو المشهد الثقافي واحتضانه لهذا المستوى من الكتاب لا نكتفي بالإشارة أو ننتقد شخصاً بعينة فهذا الطرح الملاحظ من غير واحد من الكتاب المقرون بتصفية الحسابات ونفث الضغينة بسبب شاب لم يتجاوز العشرين من عمره قدم نصحية لكاتب في مقهى تدخين أو داخل الاسواق التي يتسكع بها تحارب شريحة كاملة من بينها أولوا الفضل والنهى .!!! هذا الوضع يعلن عن خجل المشهد الثقافي بأن يرفع رأسه بسبب هذا النوع من الكتاب الذي لا تركب عليهم كلمة " مثقف " والمشهد الثقافي أصابته الوحشة و له أنين يبحث عن أهل الأدب ليآنسهم ويتغنى وجدانه بهم ثم لو تأملت إلى هؤلاء لم ينشطوا سوى بالمؤسسات الإعلامية وكأنهم يكتبون لأنفسهم ويخاطبون بعضهم البعض لتغدوا كتاباتهم ضرباً من السفه ويتضح ذلك بأنه ليس لهم دور فكري يذكر وأين دورهم في النتاج الثقافي غير روايات " الجنس " وهل قاموا ببناء وعي للمجتمع وهل يملك هذا وذاك التعبير عن هموم المجتمع وتطلعاته .!!! إلا أننا أستشعرنا خطرهم على إعلامنا المحلي ونتاجنا الثقافي على أية حال ... إننا نسوق العتاب إلى أساتذة الجامعات والاكادميين الذين آثروا الصمت وقلت مشاركتهم – إلا من رحم الله - فبعد كل التحولات التي نالت المجتمع خلال العقد الماضي وفشل بعض الأيدولوجيات – طوعاً وكرهاً – بقي علينا هذه الخلايا التي تتسمى باللبرالية ليشطب فكرها من الحراك الإجتماعي وهذا هو دور النخب وأشير إلى مبدأ المقارعة بالحجة وإيضاح الواقع الذي نال المجتمعات الأخرى ليوظف المنهج بشكل صحيح في حل المشكلة الفكرية . و قبل الولوج في صلب الموضوع عزمت إبتداءً كشف القناع عن الإحتقان الثائر بين عبدالله بن بخيت و التيار المتدين وما هو سببه ثم نعيت المشهد الثقافي والحراك الإعلامي و أرسل عتاباً مراراً للنخب ذوي الاختصاصات الشرعية والإجتماعية والإعلامية وسوف أكتفي بنهاية المقال بالوقوف على ما ذكره بن بخيت في مقاله " حرية اللبراليين " بقوله : فكرة الإقناع غير عقلانية وغير مطلوبة أصلا, لا يمكن أن تقنع الإنسان بتغيير عقيدته " أ . ه لا شك أن الدافع إلى مثل هذا الطرح له مآرب و التخبط بالكلام الغير مقبول في نظري خلل فكري يعاني منه الكاتب وضبابية بالتصور للمسائل والأمور وهذا هو عين الإضطراب بالمفاهيم و إن من لا ينظر إلى التاريخ ومن حوله فهو " أبله " فكم غير المسلمين دخلوا في دين الله أفواجاً وكم من مسلم تنصر وبدل دينه وهذا له شواهد على مستوى منطقة الخليج فضلاً عن بعض الدول العربية فحادثة جوزيف وجورج طلاب الابتعاث في احد دول الخليج التي نشرت في عام 1997 م أكبر شاهد فقد نشر في وسائل الإعلام غير واحد بدل إيمانه بكفر– عياذاً بالله – وبن بخيت يريد حصر حوار الطوائف والأديان المختلفة في بعد إنساني دونما إستحضار دين الإسلام كدستور يحكم تصرفاتنا وسلوكياتنا وتعاملاتنا نحن المسلمين مع أنفسنا أو ما يسمى اليوم ب " الاخر " على أية حال .. لعل التعب أرهقني وساعة الخلود إلى النوم شارفتني لكن يبقى السؤال لماذا كل هذه المحاولات لإطفاء نور الهداية .!؟! [email protected]