الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،، أما بعد الاعتقاد بالراقي من قبل بعض الجهلة ممن يتبركون ويتقربون إليه بطرق شتى ووسائل جمة ، خاصة التبرك بالنفث أو التفل مع أن هذه المسألة والفائدة المرجوة من استخدام هذا الأسلوب ليس له أية علاقة بالتبرك ونحوه إنما بسبب مباشرة النفث أو التفل للرقية الشرعية ، وما كان انتشار تلك الاعتقادات والتوجهات على نطاق واسع إلا نتيجة للجهل العظيم المنتشر في شتى بقاع العالم الإسلامي ، وكذلك ترسبات الجاهلية للمفاهيم الخاطئة المترسخة في الأذهان والعقول 0 قال النووي :( قال القاضي : وفائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة والهواء والنفس المباشرة للرقية ، والذكر الحسن 0 لكن قال : كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر والأسماء الحسنى ) ( صحيح مسلم بشرح النووي) يقول الدكتور إبراهيم البريكان رحمه الله - : هذا النقل فيه نظر ، فليس المقصود التبرك بالرطوبة والهواء ، ولكن المقصود مباشرة أثر الرقي للعضو المريض ، كما هو الظاهر من فعله عليه الصلاة والسلم وفعل أصحابه – رضي الله عنهم - ) يقول الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ( حفظه الله) في مجلة الدعوة : ( من الناس من يعتقد أن الشفاء من عند الراقي وبسبب الرقية وهذا فعل أهل الجاهلية الذين كانوا يعتقدون في الراقي والرقية ويعظمون الرقية وتتعلق قلوبهم بالراقي والرقية وليس عندهم توكل على الله 00 وهذا الأمر يكون في النفوس سواء نفوس أهل الجاهلية أو نفوس بعض أهل الإسلام ، فليحذر المسلم أن يتعلق قلبه بالراقي والرقية وأن يعتقد أن الشفاء بسبب الرقية وعلى يد الراقي 00 فالرقية والراقي سبب والنافع والضار هو الله جل جلاله 00 فالرقية سبب والراقي مثل الطبيب يبذل السبب والتعلق من المرء ينبغي أن يكون بالله فيسأله أن ينفع بهذه الرقية وبقراءة الراقي ، فطلب الشفاء والعافية يجب أن يكون من الله ) 0 يقول الدكتور علي بن نفيع العلياني :( إن التبرك بذوات الصالحين وآثارهم من غير الأنبياء لا يجوز لعدم ورود الدليل الشرعي ولإجماع الصحابة على تركه ، ولأن فيه سدا لذرائع الغلو المذموم المؤدى إلى الشرك والبدع ، وللمحافظة على سلامة عقيدة المتبرك بحيث لا يعلق قلبه إلا بالله فهو وحده الضار النافع المعطى المانع ، وللمحافظة على دين المتبرك به لئلا يخالطه الغرور والعجب بسبب المتبركين به ، فيظن بنفسه الظنون ، وكان الصحابة - رضوان الله عليهم - من أعظم الناس سدا لهذا الباب والله تعالى أعلم ) ( التبرك المشروع والتبرك الممنوع) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0 محبكم