بعد ليلة عاشتها العروس في دارها نزعت عن نفسها فستانها لتستريح وتخلد إلى فراشها لتحلم وتحلم في منامها وبعد ساعات تشرق شمس يوم التروية لتؤرخ لنا الحدث . فتستيقظ هذه العروس من منامها لكي تبحث عن فستانها لترتديه فإذا هي تغوص أقدامها في نهر جارف من الماء أهلعها منظره وكثرته وسرعته وشدته , لتخرج مسرعة ناسية ورائها ذلك الفستان الذي كانت تتحلى به في كل ليلة حيث كان يراها الناس به وهي تزداد شبابا وجمالا وطلعة وبهاءً . فتخرج سابحة تارة وتارة مهرولة قد لطخ الطين أقدامها تجول في كل اتجاه خوفا وهلعا ما الذي حصل ما الذي جرى لي . قد تحجرت مدامعها وتلعثم لسانها وجف ريقها . هل هي نهايتي أم بداية روايتي وقصتي . فتجول وتجول لتتذكر أنها خرجت من غير ذلك الفستان الذي كان يسترها وهي كاشفة عن نفسها تريد أن تختبئ لكنها لم تجد في تلك اللحظات من يسترها وإذا بالجسد يُرى به آثار جروح فينكشف ذلك الجسد , بلا شك أنه جسد جميل لكن أيادي الغدر و الخيانة قد أساءت له وسلبته جماله بعدما انكشف الغطاء ليُرى ما بالداخل لنجد أنفسنا جميعا منبهرين من منظر عروسنا كل في منطقته ومحافظته ما الذي أصابها ؟. حاولت إخفاء جرحها لكن قدرة الله أبت إلا أن تخرج تلك الجروح لتتساقط منها قطرات دم كتبت بمداد , يد الخيانة جرحتني فهل من يد أمينة تنقذني فيلامس صوتها مسامع وجه الخير وخادم البيتين ليقوم هو بنفسه بنتشالها ويأمر بكل من خانها أن يحال للتحقيق وأن يحاسب فلا وجود لخائن بيننا ليعيد لنا حفظه الله قول النبي صلى الله عليه وسلم (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته )) ثم يتمثل حفظه الله قول الفاروق رضي الله عنه ( لو لأن بغلة بالعراق عثرت لظننت أن الله يسألني لِمَ لَمْ تُمهد لها الطريق ( فبك يا مليكنا ويا قائد نهضتنا سوف نجد لها إن شاء الله فستانا غير فستانها تخيطه لها أيادي طاهرة أمينة بأقمشة فاخرة جميلة .