لم يكن ذلك الطفل السمين الذي يحمل بين طيات بدنه البراءة وهو يتغنى بخروفه أمام عدسات إخراج مسلسل " طاش " ليجسد لنا دراما محلية و من المزايا التي تستحق التنويه بها أن مسلسل طاش استطاع أن يمرر الكثير من المفاهيم الفاسدة في عقول بعض الخرفان بأدنى حيله درامية فسرعان ما تدغدغت مشاعره ليضحك ملئ فيه ولو على حساب الدين باسم " النقد " ولن أدع المناسبة تبتعد قليلاً بل الذي أريد أن أقوله أن أرجوزة الممثل فهد الحيان بخروفه , يتغنى بها الكثير من الأطفال صبيحة يوم عيد الأضحى وهم يشاهدون المناسبة الإسلامية العظيمة ودماء بهيمة الأنعام التي تراق والشعور الجميل الذي غطا أجواء البيئة الإسلامية , و اليوم تروج بعض وسائل الإعلام ظهور تجار المواشي على الساحة المحلية كعملاق جديد يدخل نادي الكبار من أوسع أبوابه ولو بشكل مؤقت وتعتبر الأضحية وأسعارها الأولى في اهتمامات المستهلك إلا أنه يصفق على كيفية لينشد أرجوزة فهد الحيان خار وفي خار وفي وهو يرى الجشع يقف حائلاً بينه وبين تلك الشعيرة التي يريد أن يقيمها تعبداً لله ..! إن التضاعف والتزايد بسعر الأضاحي بشكل يومي حتى أنه بلغ سعر الأضحية 1800 ريال له علامة على جشع واستغلال بعض تجار المواشي , و العجيب أن الكثير من المسلمين لديه معايير شخصية أو عرفية في اختيار أضحيته مغضياً طرفه عن المعيار الشرعي وهو أن الأضحية تجوز من بهيمة الأنعام وهي الغنم والبقر والإبل ...! وليس الدجاج والكتاكيت التي يفتي بها بعض فتونجية هذا العصر الذي بليت بهم الأمة ..! وتجربتي التي أذكرها لكل من يريد إقامة هذه الشعيرة هو أنك لو أخرت أضحيتك إلى اليوم الثاني أو الثالث فإنك ستجد الأسعار تنحدر كانحدارها على شاشة بورصة الأسهم السعودية إلا أنني أذكر القارئ الكريم بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " أربع لا يجزين في الأضاحي ، العوراء البين عورها ، المريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ضلعها ، والعجفاء التي لا تنقي ) (1 ) وانظر بعين البصيرة الأجواء الإيمانية تشاهد كل فرد يريق دم قربانه وهو يستشعر قوله تعالى " لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ .. الآية " (2 ) و في هذه المناسبة فإن الأمة استشعرت معنى الرسالة التي أصطفها الله لتلقيها وهي وحدانيته وإظهار العبودية له سبحانه فلا تتأخر أخي الكريم عن إظهار هذه الشعيرة والتقرب إلى الله كاتب وإعلامي في صحافة الإنترنت