جدة- إبراهيم محمد غروي بعد مرور عدة أشهر على ظهور الوباء القاتل (أنفلونزا الخنازير) والتقارير والمقالات التي تثار هنا وهناك وتصريحات وزارة الصحة بتوفير اللقاحات قبل موسم حج هذا العام واشتراط اخذ الحاج جرعة الوقاية قبل قدومه لهذه البلاد بأسبوعين وغيرها من التصريحات الرنانة الشنانة. لم نرى ولم نسمع أي مسئول أو متحدث باسم وزارة الصحة يتحدث عن وقاية الموظفين الذين تزيد احتمالات الإصابة لديهم بالمرض، وخصوصاً الذين يعملون في المستشفيات والمنافذ البرية والجوية والبحرية، ولم نسمع بأي جهود تقوم بها المؤسسات التي تعمل في هذه المواقع الحساسة لحماية موظفيها سواء بالتنسيق مع وزارة الصحة أو من خلال تعاقداتها مع المراكز الطبية وشركات التأمين، وهل اصبح الكل يعتمد على وزارة الصحة في القيام بخطوات عاجلة قبل موسم شهر رمضان المبارك، وقبل عودة المسافرين من إجازاتهم وما يتبع ذلك من احتمالات كبيرة بنقلهم المرض من الدول التي قدموا منها. يؤسفني جداً وبحكم اطلاعي المباشر على بعض الجهات التي تعمل في المطارات أن أي شيء من ذلك لم يتم حتى تاريخه، وأني على اعتقاد جازم أن هناك خطر ماحق وقادم لا محالة، حيث لم تقم أي جهة مسئولة بتقديم أي لقاح أو حتى تعليمات معينة لموظفي المطارات بالذات، سواء شركات الطيران أو موظفي الجوازات أو الجمارك أو الشركات العاملة في المطار وكل من وزارة الصحة والجهات التابعة لها ومسئولي المؤسسات العاملة ينتظرون بعضهم البعض لتحمل مسئولية وتكاليف الحملة الوقائية المفترضة. لقد تبقى على شهر الخير أقل من 13 يوم وهذه الفترة خطيرة جداً حيث تتوافق مع قدوم عشرات الآلاف من المسافرين العائدين إلى بلادهم بعد قضاء إجازة الصيف وكذلك الراغبين في أداء العمرة في هذا الشهر الكريم وهناك احتمال كبير من حمل بعضهم فيروس المرض بنسبة قد تصل إلى 5% أو أكثر وهو ما يعرض المسافرين الآخرين وموظفي المطارات بجميع فئاتهم للعدوى وبالتالي انتقالها لأسرهم وجيرانهم ومخالطيهم. إني أناشد وزارة الصحة ومسئولي الجهات العاملة في جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية بسرعة اتخاذ الإجراءات المناسبة وتوزيع اللقاحات على جميع موظفي هذه المنافذ وكذلك سائقي التاكسي والحافلات التي تنقل الركاب قبل فوات الأوان وحصول الكارثة.