نابلس (الضفة الغربية) - أ ف ب - يتربع بيت منيب المصري على اعلى قمة في جبل جرزيم في مدينة نابلس، ويطلق عليه اسم «بيت الشعب» و «بيت فلسطين»، وهو نسخة جديدة عن فيلا كابرا روتاندا التي بنيت في عصر النهضة شمال ايطاليا. ويرفض المصري تسمية بيته بالقصر، لكن هذا البيت يحتوي على قطع ولوحات فنية من القرن السابع عشر، وتحف فرنسية ومصرية وعثمانية وفارسية يروي كل منها قصة، ما يجعله متحفاً فنياً فلسطينياً خاصاً. ويطل البيت على مدينة نابلس وجبل عيبال، ومساحته أربعة آلاف متر مربع، وحوله نحو 320 دونم من الأراضي مزروعة بأشجار السرو والزيتون. وهو بمثابة تحفة معمارية في فلسطين، اذ انه نسخة متطابقة عن فيلا كابرا روتاندا شمال ايطاليا، والتي صممها أندرو بلاديو عام 1565 في عصر النهضة. ويقول المصري: «ان الروتاندا الفلسطينية تختلف بأنها بنيت من ثلاث طبقات بينما الايطالية مبنية من طبقتين». ويتوسط البهو في مدخل البيت تمثال لهرقل يعود الى القرن السابع عشر، يوضح المصري «ان هرقل من جزيرة كريت، ومنها اصول الفلسطينيين القدماء وهو يمثل لي روح القوة وروح الجبابرة وروح الفلسطينيين».وقسم المصري البيت الى صالونات او قاعات عدة. ويضم الصالون الذي يحمل اسم مدينة يافا على مجموعة قطع من فنون القرن السابع عشر، منها مستوقد من مدينة فرساي في فرنسا، وصندوق العروس وهو عثماني من القرن السادس عشر مصنوع من الخشب ومرصع بالأصداف الداخلية لقوقعة السلحفاء. أما قاعة حيفا، ففيها كرسي لأحد حكام مصر (الخديوي)، ولوحة على سجادة لرسام ايطالي تصور النبي سليمان وهو يقضي بين امراتين في نسب طفل، احضرها المصري من العاصمة البلجيكية بروكسيل. ويضاف الى ذلك لوحة للفنان الاسباني بيكاسو، واخرى للفنان الايطالي ميدلياني، ورسمة للنبي موسى يضرب الصخرة بعصا ويخرج منها الماء. ولا يقتصر بيت المصري على كونه متحفاً فنياً في الطبقات التي تعلو عن الارض، بل فيه تحت الارض متحف اثري حقيقي من العهد البيزنطي ويقول عنه: «عندما كنا نحفر الاساسات وجدنا ديراً بيزنطياً وفيه مذبح وكنيسة، تم التنقيب بإشراف وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، وقسم الاثار في جامعة النجاح». ويطلق على الموقع الاثري اسم بيرالحمام، ويحتوي على باحة رئيسة، واسطبل وصهريج للمياه، وكنيسة وغرفة للاستقبال. وعثر أيضاً في الموقع على فخاريات وخزف وأوان واوعية مختلفة وقطع نقدية معدنية. كما وجدت ثلاث مخطوطات من القرن السادس كتب على إحداها «من أجل خلاص الجنود»، ومخطوطة تتحدث عن العهد والخلاص وتذكر اسم ثلاثة اشقاء تبرعوا للكنيسة. ووضعت الموجودات في خزائن زجاجية خاصة مع الترقيم والتصنيف الذي يستخدم في المتاحف العالمية. ورممت الموقع وزاررة السياحة والآثار الفلسطينية بالتعاون مع ال «يونيسكو» في رام الله وبتمويل من المصري.