تناول عدد من الصحف الأجنبية الوضع الراهن في مصر الذي ازداد تأزمًا عقب قرار المجلس العسكري بتكليف الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر في الفترة من 1996 إلى 1999 بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، مع منحه كافة الصلاحيات التي تتيح له تنفيذ مهمته بسهولة ويسر . ووصفت صحيفة "جارديان" البريطانية تكليف الدكتور كمال الجنزورى بتشكيل الحكومة الجديدة بأنه السلاح الأخير فى يد المجلس العسكرى لإنهاء الأزمة التى أدت إلى مصرع 40 شخصا، ودفعت بالمشهد السياسى فى مصر إلى حالة من الفوضى. واعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن تعيين الجنزورى ردة إلى عصر مبارك، وعلامة أخرى على أن الجيش، مثل مبارك تمامًا، بمعزل عن مطالب الشارع. ما يشير إلى أن عزلة المجلس العسكرى تتزايد يوما بعد يوم خاصة بعد مليونية الفرصة الأخيرة، كما أن الهوة بين المتظاهرين والعسكرى اتسعت بعد تكليف رجل من عصر مبارك بتشكيل الحكومة الجديدة. قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن مصر تشهد حاليًا حالة من الانقسام بين متظاهرى التحرير الذين يرفضون العسكر ويطالبونهم بالرحيل فورًا، ومتظاهرى العباسية الذين يدعمون المجلس العسكرى.وأضافت أن الأفق لا يحمل نهاية قريبة للأزمة، لأن المحتجين والمجلس العسكرى يستعدون لمواجهات طويلة الأمد. وأشارت صحيفة "إندبندنت" إلى إن بيان البيت الأبيض الذى يطالب المجلس العسكرى فى مصر بتسليم السلطة سريعًا لحكومة مدنية بداية حقيقية لدخول إدارة أوباما فى معمعة الصراع بين المتظاهرين فى التحرير والعسكرى. وعلقت صحيفة "ديلى تليجراف" على بيان البيت الأبيض قائلة إن الإدارة الأمريكية ألقت بثقلها خلف المحتجين بعد أيام من اتخاذها مسارًا حذرًا بين المتظاهرين وحلفائها من جنرالات المجلس. وأضافت الصحيفة أن دعوة الولاياتالمتحدة المجلس العسكرى المصرى إلى تسليم السلطة فورا لحكومة مدنية دليل على رفض إدارة باراك أوباما خطة الجيش للاحتفاظ بالسلطة حتى بعد الانتخابات البرلمانية. وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إن حل الأزمة التى تعيشها مصر يتمثل فى كلمتين فقط "إلى الثكنات"، لأن الجيش مكانه على الحدود للدفاع عن البلاد