كشف وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات الدكتور عبدالله الموسى أن الوزارة لديها خطة تفضي إلى عدم وجود أي مبتعث سعودي في الدول العربية خلال الثلاثة أعوام المقبلة، بعد أن تنتهي خدمات الطلاب الملحقين في البعثات الذين انضموا إليها بعد الأوامر الملكية الأخيرة. وقال الموسى ل«الحياة»: «في الدول العربية لم يكن هناك ابتعاث إلى جامعاتها وإنما كان هناك إلحاق في البعثة فقط، ومنذ سنتين والوزارة لم تمنح الموافقة على دراسة أي طالب في الجامعات أوالكليات العربية»، مشيراً إلى أن الجامعات العربية متميزة وليس العزوف عنها قدحاً فيها، لكن خطة الوزارة للدول الأخرى والأجنبية في دراسة التخصصات التي يحتاجها وتتلائم مع سوق العمل. وأضاف: «نحن نعمل على تقليص أعداد الطلاب السعوديين في الدول العربية ووضعنا له بدائل ومنها في أميركا، ونتوقع في ثلاثة أعوام أن يتم خلو الطلاب السعوديين من الجامعات العربية»، مؤكداً أن الوزارة سبق أن شكلت لجاناً داخلية ممثلة في وكلاء جامعات حائل والجوف وجازان والحدود الشمالية، وذهبت هذه اللجان إلى الدول المجاورة وخيّرت الطلاب إلى العودة لها، أو نقل بعثتهم إلى داخلية، أو إلى دول أخرى. وعن الطلاب السعوديين الذين لا يزالون يدرسون في اليمن، أوضح أن الوزارة لديها لجنة طوارئ شكلت من أول حادثة زلزال وقعت في إحدى الدول لمتابعة أوضاع الطلاب، إذ استمرت أعمال هذه اللجان إلى أن أصبحت تتابع أوضاع الطلاب في الدول التي لم يعد فيها الاستقرار الأمني واضحاً، مشدداً على أنه لا يوجد بعثات إلى اليمن نهائياً، إنما يوجد 517 طالب ألحقوا بالبعثة، وهم من درسوا على حسابهم وشملتهم الأوامر الملكية، وسبق للوزارة أن أوقفت المخصصات المالية للطلاب فيها، وطلبت معاودتهم إلى المملكة بسبب الأوضاع السياسية في صنعاء. وذكر أنه حضر نحو 70 طالباً إلى الوزارة وطلبوا إعادة المخصصات المالية والعودة إلى اليمن مجدداً قبل أسبوع من الآن، وهو ما رفضته الوزارة نهائياً، وخيرتهم بين الابتعاث الداخلي في المملكة أو إلى دول خارجية محددة، حرصاً منها على مواصلة تعليمهم بشكله الصحيح وكذلك على سلامتهم. يذكر أن المبتعث السعودي في جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية محمد الكثيري قتل الأسبوع الماضي، بعد أن خاطبته جامعته بضرورة العودة إلى اليمن لإكمال دراسته، إذ سبق لوزارة التعليم العالي إعادة 156 طالباً مبتعثاً من سورية بعد تردي الأوضاع الأمنية فيها.