نقابة الأشراف تنتظر موقف الأزهر من المحتوى 48 ساعة فقط هي المدة المتبقية على بداية شهر رمضان الكريم وحسم مصير عرض مسلسل "الحسن والحسين" على الشاشات المصرية في ظل رفض مجمع البحوث الإسلامية للقرار ومطالبته المجلس العسكري الحاكم في البلاد بمنع عرض المسلسل. ويتزايد الجدل في الشارع المصري حول مصير المسلسل الحسن والحسين الذي سيعرض على عدد من الشاشات العربية والمصرية من بينها تليفزيون الحياة ، وقناة التحرير، وقناة النهار، فهل يواجه المسلسل مصير المنع من قبلهم التزاما بقرار الأزهر حظر تجسيد الأنبياء والصحابة والمبشرين بالجنة على الشاشة. الضجة التي آثارها مجمع البحوث الإسلامية حول المسلسل لا تزال مستمرة بعدما أرسل خطاباً إلى المجلس العسكري يطالب فيه بوقف عرضه فيما لم يقم المجمع بإرسال أي أوراق تفيد منع عرض المسلسل إلى القنوات التي اشترت حق عرض المسلسل في رمضان وبدأت في الإعلان عنه بالفعل على شاشتها. وتتشابه الضجة المثارة حول مسلسل "الحسن والحسين" في مصر مع الضجة التي أثيرت العام الماضي قبل عرض مسلسل يوسف الصديق والذي لم تفلح الدعاوى القضائية في وقفه حتى الآن، حيث لا زال يعرض على عدد من المحطات الفضائية، كما تتشابه الضجة أيضا مع التي أثيرت حول مسلسل عابد كرمان وتم منعه من العرض الرمضاني قبل ساعات قليلة من بداية الحلقة الأولى بسبب قرار جهة سيادية ليتم تأجيل المسلسل إلى العام الحالي، وأقام عدد من المحامين دعوى أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة المصري لوقف عرض المسلسل لمخالفته قرار الأزهر حظر تجسيد الأنبياء والصحافة مستندين إلى قرار مجمع البحوث الإسلامية بمنع عرض المسلسل، ولم يتم تحديد جلسة لنظر أولى جلسات الدعوى. معتز صلاح الدين المستشار الإعلامي لقناة الحياة قال إفادة ل"إيلاف" أن القناة لم تحدد موقفها حتى الان من العمل ولم يصلها أي شئ مشيراً إلى أن الخريطة النهائية لبرامج رمضان والمسلسلات التي ستعرض على الشاشة ستعلن مساء غدٍ الأحد أي قبل بداية شهر رمضان بعدة ساعات، منوها إلى أن الإعلان عن الخريطة النهائية للقناة سيكون بها قرار إما العرض أو الاستجابة للضغوط والتراجع عن عرض العمل. الإعلامي احمد أبو هيبه رئيس قناة التحرير قال لإيلاف" أن القناة لم يصلها أي شئ من الأزهر الشريف، او مجمع البحوث الإسلامية ، أو وزارة الاستثمار التي تخضع لها إدارة المنطقة الحرة بمدينة الإنتاج الإعلامي، مؤكداً على أن الأمر لا يتعدى كونه زوبعة إعلامية. ولفت إلى أن القناة ملتزمة بتعاقداتها مع الشركة المنتجة وعرض المسلسل في رمضان، خاصة أن الشركة قامت بتزويد القناة بأراء العلماء والفقهاء الذين تابعوا المسلسل وباشروا المراجعة التاريخية حتى يصلوا إلي الرؤية النهائية التي تم تقديمه بها. وأشار إلى انه أجرى اتصالاً هاتفياً بالداعية طارق سويدان بعدما وجد إاسمه ضمن من راجعوا العمل، والذي أكد أن المسلسل تمت مراجعته جيداً وليس به انحياز لأي طرف وان العمل يقدم وجهة نظر موضوعية. كان المنتج محمد العنيزي قد أكد في حوار سابق مع إيلاف على أن العمل يعرض رؤية توافقية لأحداث الفتنة التي لا يزال تأثيرها موجوداً حتى الآن موضحا أن العمل حصل موافقات ومراجعات من أئمة شيعة وسنة على أحداث دون أن يكون به أي انحياز. وشدد على أن الحصول على الموافقات والمراجعة التاريخية والدينية للعمل استغرقت عامين تقريبا بالإضافة إلي عام التصوير حيث كانت تتم أيضا خلال عمليات التنفيذ تجنيا لحدوث أي أخطاء تاريخية. نقيب الأشراف محمود الشريف قال ل"إيلاف" أن النقابة لن تقوم بعمل غير قانوني من أجل وقف عرض المسلسل لافتاً إلى أن رفضهم لعرض المسلسل ليس انتقاصاً من محتواه الفني، وإنما التزام بقرار الأزهر الشريف، مؤكداً على أن الأشراف ملتزمون بالأزهر الشريف كمرجعية دينية لهم. ولفت الشريف إلى أن الأشراف سيتحركون في إطار الشرعية والقانون حيث سيتم التصعيد من خلال القنوات الشرعية واللجوء إلي القضاء حال احتواء المسلسل على مخالفات دينية وهو أمر يقرره الأزهر مشيراً إلى أن من يحدد مدى التزام المسلسل بالحقيقة والمصداقية هو الأزهر وليس شخص آخر. وأكد على انه لا يمكن الحكم على المسلسل دون مشاهدته لاسيما وانه يستعرض فترة خطيرة في تاريخ الإسلام ومن ثم يجب أن يكون العمل ملتزم بالمصداقية لأنه يستعرض فترة خطيرة من تاريخ الإسلام متمسكا برفض الأشراف تجسيد الأنبياء والصحابة على الشاشة.