دخلت هيئة كبار العلماء في المملكة على خط الانتقادات التي وجهت إلى مسلسل "عمر" الذي تعتزم قناة "إم بي سي" بثه في شهر رمضان المقبل. وانتقد مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، توجه المحطة الفضائية لعرض مسلسل يتناول سيرة شخصية كالخليفة عمر بن الخطاب. وقال أمس في خطبة الجمعة: إن من المصائب والبلايا أن يهتم الأفراد بسيرة الصحابة بأسلوب مآله التجريح والنقد. وهاجم آل الشيخ بعض من أرادوا أن يأخذوا سيرة الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالتحليل السياسي والاجتماعي، بهدف جعل هذه الشخصية مجالا للنقد، والتحدث عنها، بالإضافة إلى الاستهزاء بها، مبديا مخاوف من تقديم هذه الشخصية على هيئة "أعرابي جلف". ونبه آل الشيخ من مغبة الانجرار وراء مثل هذه الأعمال التي قد تجعل شخصية الفاروق على محك من التجريح والنقد، في وقت دعا إلى الترفع عن مثل هذه الأعمال، بالإضافة إلى إنزال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانتهم وقدرهم. وفي مصر وبسبب الإعلان عن المسلسل، تجدد الجدل مرة أخرى داخل الأوساط الدينية والفنية حول تصوير الصحابة وآل البيت في أعمال فنية، وعلى الرغم من قرار الأزهر الشريف القاضي بتحريم تجسيد الأنبياء والصحابة وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة في أية أعمال فنية، إلا أن هناك حالة من الانقسام بين علماء الدين في هذا الصدد. وأكد منهم ل"الوطن" إجازة تجسيد الصحابة لكن بشروط، بينما رفض البعض الآخر فكرة تجسيد الأنبياء والصحابة اقتداء بقرار الأزهر، فيما ندد متشددون بالفكرة وأكدوا عدم موافقة "الأزهر" على هذا العمل وفقا لفتوى مجمع البحوث الإسلامية. وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور محمد رأفت، إن "الأزهر" وعلى رأسه الدكتور أحمد الطيب له موقف واضح في هذا الشأن وسبق وأن تم الإعلان عنه، وهو عدم جواز تجسيد الأنبياء والرسل والعشرة المبشرين بالجنة في الأعمال الفنية. إلى ذلك أكد عضو لجنة الحوار بوزارة الأوقاف المصرية وأحد علماء الأزهر الشريف الدكتور إبراهيم رضا، أنه يجوز تجسيد بعض الصحابة كوسيلة من وسائل الإيضاح ولكن بضوابط شرعية معينة".