ما زالت الحكومة الالمانية تعتبر "تدريس الإسلام" باللغة الألمانية، وسيلة أساسية تساعد المهاجرين المسلمين، وأبنائهم على الاندماج، ويبدو ذلك في تصريحات وزيرة التعليم "أنيت شافان" للصحافة الألمانية، قبيل إصدار مجلس العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية الألماني، لتقريره حول الموضوع، حيث قالت إن "تدريس الإسلام" في ألمانيا، بالنسبة لها، "هو جزء من سياسة دمج حديثة". لكن في الوقت نفسه تحدثت مصادر ألمانية تتحدث عن خوف الألمان من الإرهاب الذي كانت شرارته الكبرى هي أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، حيث توصلت دراسة ألمانية نشرتها صحيفة "دي فيلت" ذات التوجه المحافظ، إلى أن "تدريس الإسلام" كمادة في المدارس العامة الألمانية، من الممكن أن يحمي البلاد من مخاطر "الإرهاب" والتطرف الديني. الا ن الجديد في هذا الملف الهام حدث اليوم الخميس ، حيث وافقت حكومة وبرلمان ولاية شمال الراين الواقعة غربي ألمانيا على مسودة قانون جديد لتدريس الدين الإسلامي مادة إلزامية للتلاميذ المسلمين بجميع مدارس الولاية بدءا من العام الدراسي 2012/ 2013، وهو ما لقي بترحاب المنظمات الإسلامية في هذا البلد. ومن المتوقع أن يستفيد من الحصص الجديدة أكثر من 320 ألف تلميذ مسلم بمدارس الولاية التي تعد أكبر الولايات الألمانية تعدادا للسكان، ويتجاوز تعداد المسلمين فيها 1.5 مليون نسمة من إجمالي السكان البالغين 18 مليونا. وصرح رئيس مجلس أمناء المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا الدكتور نديم إلياس لموقع "الجزيرة نت" – ان الاهتمام بمشروع تدريس الدين الإسلامي ، من قبل الحكومة الجديدة للولاية والمشكلة من الحزبين الاشتراكي الديمقراطي والخضر، يظهر نيتها الحسنة في التعامل مع الأقلية المسلمة والانفتاح عليها. كما اعتبرت وزيرة التربية بولاية شمال الراين سيلفيا لويهرمان تقنين تدريس الحصص الدينية للتلاميذ المسلمين بمدارسها، حقبة جديدة ونقلة نوعية في التعاطي مع اندماج المسلمين. وكان رئيس حكومة ولاية هيسن الألمانية فولكر بوفير قد طالب في وقت سابق بإدخال دروس الدين الإسلامي في المدارس الألمانية. وقال بوفير في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار نشرتها على موقعها الإلكتروني :"يتعين على الأطفال المنحدرين من عائلات مسلمة الخروج من الفناء الخلفي للمساجد... لذلك فإنني أؤيد بوضوح تام إدخال دروس الدين الإسلامي في المدارس على أن تدرس بلغة ألمانيا ومن قبل معلمين مدربين على نحو خاص لا يعلون الشريعة على دستورنا". وأكد بوفير ضرورة أن يصبح تعزيز اندماج المهاجرين المهمة المستقبلية الأولى في المجتمع الألماني في ظل التطور الديموجرافي ، وقال "إننا نحتاج من أجل ذلك إلى بوصلة سياسية واجتماعية واضحة". وفي معرض إجابته على سؤال حول ما إذا كان يعني بكلمة "بوصلة" وجود ثقافة رائدة في المجتمع ، قال بوفير "أنا أؤيد دائما الثقافة الرائدة ، لكن ليس بمفهوم المغالاة الوطنية ، بل كتعبير عن قيمنا المسيحية الغربية ، فمن يريد أن يعيش معنا للأبد يتعين عليه أن يعترف بنظامنا الأساسي الديمقراطي الحر ويحرص على أن يتعلم أطفاله اللغة الألمانية مبكرا بقدر الإمكان ويتبع مبادئ كرامة الإنسان والتسامح".