قامت قوات حكومية يصاحبها مسلحون من أنصار الحزب الحاكم باقتحام ساحة الحرية في تعز، وحرق كل الخيام المنصوبة في الساحة. وقامت الجرافات بجرف الخيام بعد نهب محتوياتها كافة وإحراقها، فيما عشرات الأطباء ومعهم مئات الجرحى محاصرون الآن داخل المستشفى الميداني ويوجهون نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية بسرعة التدخل لإنقاذهم. وأكد أطباء أن القوات الحكومية اقتحمت مستشفى الصفوة الخاص، الذي يقع بجانب الساحة، الذي تنقل إليه الحالات الخطرة، وقامت بمصادرة الأجهزة الطبية وتكسير أثاث المستشفى واعتقال الجرحى من داخل المستشفى، كما أكدت المصادر الطبية أن عددا من القتلى والجرحى لا يزالون داخل الساحة وتعذر التوصل إليهم. وكانت مصادر قد أكدت ارتفاع عدد القتلى إلى ستة والجرحى إلى أكثر من مائة وعشرين، وإصابات الاختناق بالغاز إلى أكثر من خمسمائة حالة في هجوم متواصل على المعتصمين منذ ساعات الليل، بينما وجّه المعتصمون نداء استغاثة عاجلاً إلى المنظمات الدولية للتدخل لدى النظام اليمني لوقف الهجوم عليهم. وتزامن ذلك مع انفجارات عنيفة هزت العاصمة اليمنية صنعاء بعد انهيار الهدنة بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ الأحمر وعودة الاشتباكات العنيفة بين الطرفين. وسمع دوي إطلاق نار بشكل متقطع في حي الحصبة شمالي العاصمة اليمنية صنعاء. وقال مصدرٌ مقرّبٌ من الشيخ صادق الأحمر: إن مسلحين قبليين موالين للنظام يطلقون الرصاص الحي مجدّدا على منزل الشيخ الأحمر من اتجاه وزارة الداخلية التي تبعد قرابة 400 متر عن المنزل ما يهدد بانهيار الهدنة التي نجحت في البدء بترتيبات عملية على الأرض، تمثلت في إخلاء أنصار الأحمر بعض المؤسسات الحكومية التي وُجدوا فيها منذ أيام. يتزامن ذلك مع عودة الاشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري والقبائل في منطقة أرحب على بُعد 30 كيلو مترا شمالي العاصمة. وأكدت مصادر محلية ل BBC قيام القبائل بمنع عددٍ من ناقلات الجنود التابعة لمعسكر للحرس الجمهوري من الوصول إلى العاصمة صنعاء. من جهة أخرى أصدر عددٌ من ضباط الجيش اليمني المؤيدين للمعارضة بياناً بعنوان بيان رقم واحد اتهموا فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بتدبير "مخطط لتسليم مدن في جنوب اليمن لجماعات مسلحة بهدف ابتزاز الدول الغربية، والتهرُّب من استحقاقات المبادرة الخليجية، وإجهاض الثورة السلمية، على حد وصف البيان". جاء ذلك في أعقاب استيلاء عشرات المسلحين على مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين في جنوبي البلاد بعد معارضة شرسة مع القوات الحكومية. وذكر البيان الذي تلاه وزير الدفاع السابق عبد الله علي عليوة، أن صالح أصدر "توجيهاته في الأمس للأجهزة الأمنية والعسكرية في أبين بتسليم مؤسسات الدولة للإرهابيين والمجاميع المسلحة". كما اتهم البيان الرئيس ب "تسليمهم مرافق الدولة ومؤسساتها في صنعاء لمجاميع من "البلاطجة" المسلحين وسحبهم لوحدات الأمن والحرس الجمهوري من هذه المناطق التي باتت مستباحة من هذه العناصر". وتُلي البيان باسم "قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية" في اليمن. وأضاف البيان "نهيب ببقية إخوتنا قادة المناطق والألوية أن يعلنوا بكل شجاعة تأييدهم للثورة بالاصطفاف إلى جانب الشعب". جاء ذلك بعد سيطرة عشرات المسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة في اليمن على مدينة زنجبار الواقعة جنوبي البلاد. فقد قال مسؤولٌ يمنيٌّ إن مسلحين يُشتبه في أنهم ينتمون للتنظيم سيطروا على مدينة زنجبار الساحلية بمحافظة أبين جنوبي البلاد عقب قتال عنيف مع قوات الأمن هناك. إلا أن المعارضة تتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بتسليم المدينة إلى جماعات مسلحة لإظهار الانطباع بأن تنظيم القاعدة ناشطٌ في اليمن.