السعادة والبؤس مشاعر مؤقتة قد تتغير خلال ساعات، أما التفاؤل فاطمئنان دائم واعتقاد راسخ بأن ما سيأتي أفضل وأجمل.. وحين تكون متفائلا لن ترجح لديك فقط كفة السعادة ، بل وستتحسن صحتك ومستقبلك ومتوسط عمرك وعلاقاتك الاجتماعية.. كيف لا (!؟) وقد أثبتت الدراسات أن 40% من الأمراض ترتبط بحالتنا النفسية ومزاجنا الخاص.. كيف لا (!؟) وقانون الجذب يؤكد بأن حظوظنا في الحياة ترتفع بارتفاع مستوى تفاؤلنا ونظرتنا الايجابية.. كيف لا (!؟) وأصبح مؤكدا أن المتفائلين يعيشون لعمر أطول وصحة أفضل وتتحسن علاقتهم بالناس حولهم (كون التعامل الايجابي وحسن الظن إحدى النتائج المتوقعة)!! ... نعم أيها السادة .. فالأمر تجاوز مرحلة النصائح النظرية الى الحقائق العلمية التي تثبتها الدراسات الميدانية؛ فالأطباء مثلا يعرفون من واقع خبرة أن المتفائلين يشفون بسرعة أكبر من المحبطين أو اليائسين الذين يعانون من نفس الأمراض.. واليوم أصبح مؤكدا أن النظرة الايجابية تحسن جهاز المناعة بنسبة لا تقل عن تأثير البلاسيبو أو الوهم الحميد (الذي أصبح محسوما ومحسوبا في عالم الطب).. وفي المقابل لا يثبط اليأس جهاز المناعة فقط، بل ويؤثر سلبا في القلب وإفرازات الغدد وسعة الرئتين ومستوى النشاط البدني.. أضف لهذا ان عيشك متفائلا يترافق غالبا مع حرصك على الحياة بطريقة صحية فتصبح أكثر حرصا على ترك التدخين، وممارسة الرياضة، وتحاشي الأطعمة السيئة، وفعل كل مامن شأنه الحفاظ على صحتك ورفع متوسط عمرك!! ... وكل هذه الحقائق يمكن التعبير عنها ب(النسب المئوية): = فالمتفائلون يرتفع لديهم مستوى المناعة حتى 40%... = ويستفيدون من العلاج أكثر من غيرهم بنسبة 30%... = وتنخفض لديهم أمراض القلب بنسبة 9%... = في حين لا يعود 77% منهم للمستشفى بعد أي عملية جراحية. = كما يتمتعون بضغط منخفض بخمس نقاط في المتوسط. = وفي الإجمال ؛ يعيش المتفائلون أطول من غيرهم بمتوسط 9,5 أعوام. ... ولاحظ أن هذه كلها متغيرات طبية ثبت وجودها من خلال المسوح الإحصائية في حين تتبقى متغيرات معنوية (ومشاعر داخلية) يصعب قياسها . فدور التفاؤل في رفع مستوى الحظ والسعادة وتحقيق الطموحات أمور محسوسة وموجودة رغم صعوبة قياسها .. وأنا على ثقة بأن مجرد تفاؤلك، وتوقع سير حياتك بشكل إيجابي سيمنحانك نتائج أفضل ومكاسب أكبر (على نياتكم ترزقون). وفي المقابل حين تترك نفسك عرضة لليأس والإحباط والانكسار ستتحقق أسوأ مخاوفك على أرض الواقع (وقد تصبح مثالا لسوء الظن بالله اعتمادا على الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي)!! وتحكُّمنا بكلا الخيارين يذكرنا بما يعرف ب(قانون الجذب أو التوقع) الذي يفيد بأننا نجذب لأنفسنا الأحداث والأشخاص والظروف التي تتناسب مع تفكيرنا وتصورنا للحياة.. وبالإضافة للحديث القدسي أعلاه (أنا عند ظن عبدي بي) يؤكد علم البرمجة العصبية أن تكرار وتصور الأهداف الإيجابية يساهم في تغيير الظروف حولنا بطريقة ايجابية.. فنحن في النهاية نتيجة لما نفكر فيه، ومحصلة لما نؤمن بحدوثه، ومظهر لما يمكن أو يستحيل تنفيذه.. فكلما آمنا بالفوز والنجاح تواكبت الظروف من حولنا لتحقيق مانريد ، وكلما شعرنا بالتخاذل والتراجع والانهزامية واجهتنا عراقيل وعقبات لم تخطر لنا على بال!! ... وأنا شخصيا على استعداد للدخول معك في تحدّ (مدته أربعة أشهر فقط) أضمن فيه تغيير حياتك نحو الأفضل بمجرد تغيير موقفك نحو الإيجابية والتفاؤل... وأذكرك مجددا بأن التفاؤل اعتقاد ثابت بأن ما سيأتي أفضل وأجمل...