إن تواطأ دعاة إفساد المجتمع ممن يدعون أنهم أصحاب فكر منفتح وتحالفهم واتحادهم مع الشيطان لتشويه الحقيقة , يمنحهم براعة و مهارة في مزج الألوان حسب مصالحهم , و يجعلهم قادرين على طمس الحقائق وتزويرها مستخدمين ألواناً زاهية براقة لجذب الغرائز لا أكثر، و يعتمدون على رسم أشكال خدَاعة للبصر . هذا ما نعيشه بكل أسف مع أولئك الغربان السود الذين لا يهدوننا إلا للشر ( إذا كان الغراب دليل قوم سيهديهم إلى جيف الكلاب ) إن المهووسين في أحجية اسمها الغرب حتى الثمالة، تستهويهم الألوان الزاهية( فهم كالثيران بالأحمر الفاقع يخدعون؟ ) يعتبر دعاة إفساد المجتمع المؤيدين للمجتمعات الغربية أن مجرد الحديث عن تلك المجتمعات أو التطرق إليها هو تشويه لعادات و ثقافة و أفكار الغرب, بل و تطاول عليه , فمن يتجرأ إن يمنح لذاته حقا بتقييمهم ؟ هم أصحاب علم وفكر و تكنولوجيا وتطور وأبحاث دائمة ، أصحاب الانفتاح والاحترام وأصحاب الارتقاء في كل شيء , حتى الحيوانات لها كيانها ويُمنع التعرض إليها, يستطيع أي منا أن يلمس احترامهم للآخرين . لن أتطرق هنا للحديث عن تطور العلوم في الغرب لأنه يطول، وسأتناول الجانب الاجتماعي كما يراه المؤيدون للغرب دعاة إفساد المجتمع - جانبا براقا لامعا مضيئا - حقيقة الغرب - الانحلال إن المجتمع الغربي يعيش في مستنقع اجتماعي آسن , ليس له حدود يتميز برائحة فواحة يشمها البعض كعطر نفيس بأنوف مريضة , ويشمها آخرون بحاسة الشم الحقيقية كرائحة حيوان نافق (فطيسة) ، القيم الأخلاقية فيه شبه معدومة, بينما تبرز فيه قضايا تلفت النظر يتباهون فيها كحرية التعبير و الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان , وقضايا أخرى قد تكون مهمشة في المجتمعات العربية والإسلامية , وهذه القضايا هي السهم الشيطاني المسموم الوحيد الذي يسدده أنصار المجتمعات الغربية ودعاة إفساد المجتمع عندما يبدؤون بمديحهم للتطور في الغرب, فقد سبقونا للقمر واخترعوا الطائرة يقول احدهم : لو زرت دول أوروبا والغرب لوجدت الحرية و الاحترام ، و لكن الحقيقة أنك لو زرت أوربا والغرب لوجدت انحلال أخلاقي ولافتقدت أحد أصغر أسس الاحترام الحقيقي لتلك الشعوب, فمن هو الغرب وكيف يتعامل الناس فيه ؟ إن حقيقة المجتمع الغربي والأوربي تعتمد على إعطاء حرية للفرد ذكراً و أنثى وبلا حدود ، و يتم ذلك عن طريق جرعات من التربية يتلقاها الطفل منذ أشهر ولادته الأولى، ثم تبدأ الأسرة بالتدرج بتوسيع دائرة حرياته حتى يبدأ بمرحلة التعليم فيكون له كامل الحرية في إبداء الرأي والالتحاق بالقسم الذي يتماشى مع ميوله, وعندما يكبر و تبدأ علامات البلوغ بالظهور، تنمو حريته وتظهر في علاقاته العاطفية مع زميلاته، و غالباً ما تتطور هذه العلاقات فتتحول إلى علاقة جنسية جسدية، و تتبدل هذه العلاقة وتتحول بتغيير أطرافها ، ومن الممكن أن يمارس الجنس مع معظم صديقاته . ولا يجدون في ذلك عيبا أو خدشا للحياء كذلك الفتاة تعطى حريتها في ممارسة الجنس مع من تجده مثيراً لغرائزها ولعاطفتها ، وتتطور ممارسة هذه الحرية ضمن العائلة ، وهذا ما يعتبره المؤيدون للغرب ودعاة إفساد المجتمع أنه نقطة تحولٍ هامة في بناء الشخصية ، أي أن الفتى أو الفتاة يمتلكون مساحة أكبر في بناء شخصيتهم فللأبناء الحق في العصيان والتمرد عن الأسرة ، فإذا بلغ أحدهما الرابعة أو السادسة عشرة تبدأ الروابط الأسرية بالتفكك ليغيب أي منهما – الشاب أو الفتاة - عن أسرته أياماً أو أكثر ثم يعود ومن الممكن ألا يبرر غيابه مادام يمتلك الحرية المطلقة , وقد يسحب صديقته وتسحب صديقها من يده إلى غرفتها الخاصة بمرأى ومسمع من والديها وممارسة الجنس حرية شخصية لا يحق لأي شخص التدخل بها و ما إن يجد احدهما فرصته في تكوين منزل يعيش به مع صديق أو صديقة حتى يبدأ بإنجاب الأطفال ممن تشاركه المسكن ، و بعدها يقرران فيما إذا كانا ينويان الارتباط أو حتى الانفصال ، ويكون أولئك الأولاد الذين تم إنجابهم سفاحا من ضمن أثاث بيت الزوجية الجديد أو نزلاء جدد في دور اللقطاء والمشردين مع العلم أن نسب الطلاق و الأطفال غير الشرعيين في الدول الغربية تفوق الدول العربية والإسلامية بأضعاف كثيرة لا يمكن حتى المقارنة ((فحسب مصادر يوروستات كانت مواليد الأطفال غير الشرعيين بدول الاتحاد الأوربي عام 2008 نسبة 35% من إجمالي المواليد تصدرت ايسلند القائمة بنسبة مواليد غير شرعيين 64.1% تلتها استونيا 59% والنرويج 54% السويد 55% سلوفينيا 52% فرنسا 52% بلغاريا 51% وكانت الدول الأقل هي اليونان 5.9% وقبرص 8.9% وكرواتيا 12% ومقدونيا 12.2% وسويسرا 17.1% وايطاليا 17.7% وبولونيا 19.9% أما دول اسبانيا 31.7% وألمانيا 32% وبلجيكا 39% وهولندا 41.2% وانجلترا 45.4% ((فأين هو احترامهم للذكر أو الأنثى ما دام كلاهما عبارة عن سلعة مباحة غير محتكرة والعلاقة فيما بينهما تحكمها الغريزة منذ البلوغ . وللعلم فإن معظم الزيجات في مجتمعاتهم تعاني من الخلافات التي منبعها الخيانة, و لذلك فبالعودة إلى صفحات الكثير من الزيجات في الغرب تجد أن أمر الخيانة وارد وليس مستهجناً)) .هذه صورة بسيطة و موجزة عن حياتهم ، لكن وللأسف هذه الصورة صارت محل إعجاب للكثيرين من العرب والمسلمين في أيامنا هذه فهم بقصور عقلهم يدعون لإفساد مجتمعنا ليصبح نسخة من المجتمع الغربي ويريدون إن يجروا مجتمعنا إلى ذلك المستنقع الآسن الذي يشمون منه رائحة يعتقدون إنها رائحة عطر نفيس بأنوفهم وعقولهم المريضة. حقيقة الشرق – عقيدة وأخلاق أنه لينتابنا الفخر نحن العرب والمسلمون عندما نتحدث عن أسرنا ومجتمعنا ولا نزال نفتخر بسيادة الأسرة , ونتباهى بدور الأبوين في العائلة ،فيما يعتبر دعاة إفساد المجتمع ومدمري المجتمع أسس الحياة عندنا أن ممارسة دور الوالدين ضمن الأسرة في مجتمعاتنا هو تحكم فاشل له انعكاسه وتأثيره السلبي المباشر على شخصية الأبناء ، ويساهم في تدمير كيانهم ، كما يصفون ولاء أفراد الأسرة واحترامهم الدائم بفشل و وصمة عار على صفحات حريتهم ، أن القيود التي يمارسها مجتمعنا وأسرنا في اللباس أو التصرفات ومنها (ممانعة المجتمع لقيادة المرأة للسيارة وقضية اختلاط الجنسين في المدارس والجامعات ومحاربة السفور والسفر بدون محرم وغيرها ) كثيرا ما تلقى هجوما شرسا من دعاة إفساد المجتمع ويتهمون من يرفض خططهم بأنه لا يشغل تفكيره سوى الجنس و الفجور والشهوة .وانه ينظر للمجتمع هذه النظرة الجنسية ويعبر هؤلاء المفسدون أنهم يصابون بالخجل أمام الغرب عند الحديث عن الاختلاط وقيادة المرأة في عصر وصل الغرب إلى القمر واخترعوا الربورت. كما يطالب دعاة إفساد المجتمع بضرورة صدور قرارات للتماشي مع التطور, فالتربية الحديثة تعتمد على الحوار ومنح الحرية شبه المطلقة, وتتطلب التعايش بين الولد والبنت منذ الصغر على مقعد الدراسة كي لا يكون كل منهما عالم غريب يستوجب الاكتشاف بالنسبة للأخر, كما تفرض عدم تدخل الأهل في العديد من رغباتهم أي تركهم على حريتهم . قد يكون التطور المضطرد للحياة قد شغل الناس عن أشياء أساسية في حياتهم، لكن لا أعتقد أنه من الصحة أن يحولنا عما توارثناه من قيم دينية واجتماعية ثمينة، و سنبقى نحن العرب والمسلمين صفحة ناصعة ومميزة من صفحات التاريخ العالمي نحارب حزب الشيطان، و لا نتقبل منح الشواذ تلك الحقوق الاجتماعية التي يعيشها السويين، و سنقف سدا منيعا ضد كل من تسول له نفسه الدعوة للمساس بديننا وعروبتنا وأعرافنا وتقاليدنا المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وسنظل ندعو إلى الاحترام و سيبقى الشرف لدينا أمراً غالياً لا يحتمل النقاش إننا نستطيع العيش يدون الوصول للقمر ونستطيع العيش بدون طائرة ولا سيارة كما إننا نستطيع العيش بدون مكيفات وماء بارد ولكن لا نستطيع العيش بدون شرف ودمتم سالمين الدكتور محمد بن سليمان الطالب [email protected] الدكتور محمد بن سليمان الطالب( صحيفة العيص الإلكترونية_ خاص)