قال الضَمِير المُتَكَلّم: (أحبطت الجهات الأمنية بتبوك محاولة شاب في العشرينات بالانتحار من فوق عمارة سكنية مكونة من ستة أدوار؛ حيث استمرت محاولة ثني الشاب عن الانتحار ما يقارب ثلاث ساعات قبل أن يتم إنزال الشاب، ونقله للمستشفى فيما لا تزال التحقيقات جارية معه لمعرفة دوافع إقدامه على هذه العملية المنافية للدين وتعاليمه...)! هذا الخبر نشرته (صحيفة الرياض يوم الجمعة الماضية 13 مايو)، ثم تعليقًا عليه رصدَ موقع الصحيفة على الإنترنت أكثر من ستين تعليقًا إليكم شيء منها: * أنا دائمًا أفكر بالانتحار، وأحيانًا أفكر بدعاء ربي يأخذ روحي؛ لأني عاطلة وما فيه دعم «للأسف»، والله أحس نفسي عالة على أهلي والمجتمع؛ ما أدري إيش أسوي؛ عشانك يا ربي ما انتحرت.. لو ربي ما حرم الانتحار.. كان من يوم تخرجت انتحرت!! * أقولكم: السبب بطالة + فقر = مستقبل في مهب الريح!! * لا حول ولا قوة إلا بالله؛ السبب ضعف الوازع الديني!! * لا حول ولا قوة إلا بالله..! بالسابق لم نكن نسمع عن هذه الأخبار وهي معروفة كلها من البطالة والحياة الكِسِيْفَة!! وبعض الناس يربطونها بالمرض، وبالدين! يا جماعة الخير مهما كنت متدينًا فإذا لم آخذ أبسط حقوقي كيف أعيش؟! * كثرت حالات الانتحار بالسعودية بسبب ضعف الوازع الديني، والبطالة، والحياة الصعبة، والتفكك والمشكلات الأسرية، والمخدرات؛ أنا من الناس اللي حاولت الانتحار أكثر من مرة بسبب قلة المادة والحيلة!! * طبعًا نفس الأسطوانة مريض نفسي تحصلونه ذابحته الطفرة، لا وظيفة ولا مصروف!! * ما تلاحظون أنه في الثلاث سنوات الماضية زادت عمليات الانتحار ومحاولاته؛ والسبب اللي عنده هموم ومشكلات ما يصبرون؛ قال تعالى: (وبشر الصابرين)!! * مسكين شكله جامعي وعاطل مثل باقي الشباب السعودي!! * ناس تتمنى تعيش.. وناس تتمنى تموت! * والله مثله كثير، وكم واحد يدور في باله ينتحر، وأنا واحد منهم؛ فأنا عاطل ومتزوج وعندي أبناء وزوجتي لا تعمل ولي أربع سنوات وأنا أقدم في ديوان الخدمة وفي الشركات ولا فيه فائدة ومؤهلي ثانوي وخبرتي 16 سنة ما حصّلت إلا وظيفة بألف ريال!! بداية أقرّ بأنّ فِكرة مقال اليوم حَقّ وملكية فكرية لصديقي العزيز (الدكتور كمال الصبحي)؛ ثمّ ذلك الخبر وتعليقاته يطرح الأسئلة: هل درس المعنيون عندنا هذه الحالات؛ أسبابها وأبعادها؟! ومتى يعي بعض المسؤولين واقع الشباب وهمومهم التي من أهمها كما ظهر من التعليقات (الفقر والبطالة)؟! نحن لسنا بحاجة لألوان خضراء وحمراء وصفراء وسَعْوَدة وهمية تُطَبّق على المؤسسات الصغيرة، ويُسْتَثنى منها (الهَوامِير)! نحن بحاجة لاستراتيجية وحملة وطنية لمكافحة البطالة حتى لا يضيع شبابنا بالانتحار، أو يتحول إلى قنابل موقوتة ضد وطنه لهذه الفئة أو تلك!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.