نقلت وكالة أنباء "رويترز" عن مقاتلين من الجيش السوري الحر في منطقة صلاح الدين بحلب، أنهم انسحبوا من بعض المواقع على الخط الأمامي يوم الخميس، ليعيدوا تنظيم صفوفهم لشن هجومٍ مضادٍ. وقالت الوكالة: إن الرئيس السوري بشار الأسد، ركّز هجومه العسكري المضاد على المدينتين الرئيستين بسوريا وأعاد تأكيد سيطرته على معظم دمشق قبل أن ينتقل القتال إلى العاصمة التجارية بشمال البلاد. وقال مقاتلون من الجيش السوري الحر يقاتلون في منطقة صلاح الدين بحلب وهي بوابة جنوبية للمدينة: إنهم اضطروا للانسحاب من بعض المواقع على الخط الأمامي يوم الخميس بسبب القصف الذي حوّل المباني إلى أنقاض. ونقلت الوكالة عن المقاتل أبو علي "انسحب مقاتلو الجيش السوري الحر من أجزاءٍ من صلاح الدين" مضيفاً أن مقاتلي المعارضة يعيدون تنظيم صفوفهم لشن هجوم مضاد. وقال آخرون إن خطوط الجبهة الرئيسة في المنطقة التي سيطر عليها مقاتلو الجيش الحر لأكثر من أسبوع أصبحت مهجورة الآن. وكان وسط المنطقة القريب من مسجد صلاح الدين مهجوراً عندما زاره صحفيون من "رويترز" يوم الخميس. وكان الصوت الوحيد هو دوي قذائف المدفعية. ولم يكن يوجد مقاتلون من الجيش الحر أو قوات أمن لكن قلة من السكان كانوا يجمعون حاجياتهم ويغادرون مع تجنب نيران قناصة الجيش. وقال قائد ميداني للجيش الحر، طلب عدم نشر اسمه، إن 250 شخصاً قتلوا في صلاح الدين في الأيام الثلاثة الماضية معظمهم نتيجة للقصف والهجمات الجوية. وقال مقاتلو الجيش الحر إن الاشتباكات المتفرقة مستمرة في حي صلاح الدين وإنه على الرغم من أن قوات الحكومة لديها ما لا يقل عن 80 دبابة متمركزة في مناطق متفرقة من حلب إلا أنها تبدو عازفة عن الالتحام مفضلة استخدام طائرات الهليكوبتر الحربية والمقاتلات النفاثة. وقال الشيخ توفيق قائد كتيبة نور الدين زنكي المتمركزة في الشارع 15 بصلاح الدين: إن التسلح المتفوق للجيش يقابله فيما يبدو انهيار الروح المعنوية لجنوده. وقال "في الشارع 10 وهو خط مواجهة نقف وجهاً لوجه مع الجيش ونستطيع سماعهم وهم يصدرون الأوامر عبر أجهزة اللاسلكي.. نسمع القادة يصدرون أوامرهم للجنود بالتقدم ويحثونهم على ذلك لكن الجنود لا يفعلون وهم متردّدون. "بل إن القادة أخذوا الهواتف المحمولة من الجنود حتى لا تكون أمامنا فرصة للاتصال بهم وإحداث مزيدٍ من الانشقاقات".