جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قادة دول العالم الإسلامي، إلى عقد مؤتمرٍ استثنائي للتضامن الإسلامي في مكة المكرّمة يومَيْ 26-27 من شهر رمضان المبارك لهذا العام 1433ه الموافق 14 و15 أغسطس 2012م، لبحث أوضاع المسلمين ومناقشة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي وما يخص الإسلام والمسلمين ووحدة الصف والكلمة , لتؤكد على دور المملكة القيادي في العالم الإسلامي لمواجهة المخاطر التي تحيط بالأمة من احتمالات التجزئة والفتنة. "سبق" بحثت في التداعيات السياسية لهذا المؤتمر الاستثنائي والنتائج المتوقعة من خلال آراء عدد من المتابعين والمحللين السياسيين المحليين وخرجت بالتالي : يقول الكاتب والمحلل السياسي نائب رئيس تحرير جريدة الرياض يوسف الكويليت حول أهمية المؤتمر: "المؤتمر على قدرٍ من الأهمية في توقيت انعقاده، وفي النتائج المرجوة منه فهو أولاً مؤتمر استثنائي وسيشارك فيه قادة على مستوى رؤساء الدول الإسلامية، وليس على مستوى وزراء الخارجية فقط، وسيعقد كذلك في أيام رمضان المبارك وفي يوم 27 منه أي في ليلة القدر بما تحمله من أهميةٍ في نفوس المسلمين ودعواتهم.
كما أن هناك عديداً من القضايا الشائكة في العالم الإسلامي التي تتطلب اتخاذ مواقف سياسية حازمة وواضحة يأتي في مقدمتها الصراعات الطائفية والمذهبية بين المسلمين التي تزايدت بشكلٍ شوّه صورة الإسلام الحقيقي وخلق انطباعات سلبية عن المسلمين في أعين الآخرين".
ويؤكّد الكويليت أن توجيه خادم الحرمين الشريفين الدعوة لرؤساء الدول الإسلامية، وتجاوز المملكة عن بعض المواقف السلبية التي صدرت عن بعض تلك الدول يعكس اهتمام المملكة الكبير في تناسي الخلافات، وتدارس أوضاع المسلمين بموضوعية وشفافية لمواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، مما سينعكس في تحقيق عديدٍ من النتائج الطيبة للمؤتمر– بحسب الكويليت -.
ويرى الكويليت أهمية خروج المؤتمر بميثاق شرفٍ بين الدول الإسلامية يحدد التزامها تجاه بعضها بعضا، ويؤكد تضامنها في خدمة الإسلام والمسلمين ورعاية شؤونهم في العالم، ومتابعة قضاياهم والدفاع عنهم وعن مبادئ دينهم، والتصدّي للحملات المغرضة التي تستهدفهم.
من جانبه، يرى المفكر والمحلل السياسي الدكتور خالد الدخيل، أن هناك عديداً من الأمور الشائكة في العالم الإسلامي، والقضايا العالقة بين الدول الإسلامية، وهذا المؤتمر سيكون فرصة لمناقشتها بصراحة، والتعاون على وضع حلول مناسبة لها أو التضامن لوضع الخطوط العريضة الكفيلة بإنهائها. ويقول: "المؤتمر قد لا يخرج بنتائج سياسية مطلوبة دون وجود مناقشاتٍ صريحةٍ وحاسمة، ودون قيام المملكة باحتواء مواقف بعض الدول الإسلامية المشاركة".
أما مدير قناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي، فيرى أن الدعوة لانعقاد مؤتمر التضامن الإسلامي تؤكّد وتعزّز دور المملكة القيادي في العالم الإسلامي، ولاسيما أن المملكة تدرك جيداً الأهداف النبيلة من انعقاده تزامناً مع هذا الشهر الكريم وفي مكان يحمل أهمية كبرى في نفوس قادة دول العالم الإسلامي لتدارك ما يمكن تداركه من الصراعات التي لا تزال تعيشها الأمة الإسلامية.
ويؤكد أن هناك عديداً من القضايا الملحة التي ستواجه المؤتمر كحالة العالم العربي، وهو قلب العالم الإسلامي، وما يتعرّض له من تغيراتٍ لم تحدث منذ 100 عام، والمتمثلة في تداعيات العالم العربي، وبالتالي لا بد من تضامن وتفهم قادة الأمة الإسلامية للتحديات الدولية والإقليمية الحالية والمساعدة على مواجهتها. ويتمنى خاشقجي أن يحقق المؤتمر أهداف التضامن والتلاحم الإسلامي في بث روح الأخوة الإسلامية، وتجاوز الخلافات وتحقيق الأهداف المرجوة منه في خدمة العالم الإسلامي.