وجّه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رسائل سياسية حادة إلى البرلمان والحكومة، أمس الثلاثاء، قائلاً: إن البلاد تعيش أجواء "توتر وتأزيم سياسي ونزاع مستمر بين مجلس الأمة والحكومة، كأنهما خصمان لدودان"، محذراً من أن العصبيات القبلية والطائفية والفئوية باتت تقود التوجهات السياسية، كما انتقد الدعوات إلى نقل الخلافات إلى الشارع. وجاءت مواقف أمير الكويت في خطاب ألقاه بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي للبرلمان، الذي يعتقد عدد من المحللين أنه سيشهد الكثير من المواجهات السياسية على خلفية ملفات واستجوابات دفع بعضها وزير الخارجية إلى الاستقالة قبل أيام. وأكد الشيخ الصباح أن ما وصفها ب "الممارسات والظواهر الغريبة التي يتعرض لها مجتمعنا الكويتي مؤخراً، قد تجاوزت كل الحدود ومست ثوابتنا الوطنية"، معرباً عن أسفه حيال "انحدار لغة الخطاب السياسي والتراشق والتشكيك بغير دليل أو برهان، بتهم الرشوة والفساد والخيانة والعمالة". وأضاف: "لقد تابعنا ما حفلت به هذه القاعة في الآونة الأخيرة من العديد من الممارسات والمساجلات والعبارات بما يخرج عن إطار الدستور، ويسيء إلى مكانة هذا المنبر.. وكيف لمن يؤمن بالدستور والقانون ويستطيع طرح كل ما يعن له تحت هذه القبة بضماناتها وأدواتها الدستورية المعروفة، أن يتجاوز هذه المؤسسة ويتنادى لعقد التجمعات في الشوارع والساحات، وافتعال الشحن والإثارة بما يعود بالضرر والخسارة على الجميع؟". ودعا أمير الكويت إلى متابعة ما يجري في المنطقة من "أحداث خطيرة واضطرابات شديدة وحروب دامية"، معتبراً أن هذه التطورات يجب أن تدفع نحو "توحيد الصفوف"، ودعا الكويتيين إلى الاطمئنان لجهة عدم السماح ب "المس" بالكويت. وشهدت الجلسة تأدية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح، وكذلك وزير الدولة لشؤون التخطيط والتنمية عبدالوهاب الهارون، اليمين الدستورية أمام البرلمان. وكان وزير الخارجية السابق الشيخ محمد صباح السالم الصباح، قدم استقالته قبل أيام، في تطور أعقب تزايد الضغوط على الحكومة بسبب قضية "التحويلات المليونية" المثارة في البلاد، والتي تقول بعض القوى: إنها تنطوي على فضيحة فساد تشمل شخصيات في السلطتين التنفيذية والتشريعية. وكانت قضية "التحويلات المليونية" قد طفت على سطح الأحداث في الكويت، مع كشف صحيفة "القبس" عن ملف يتعلق بتحويلات بعشرات الملايين من الدولارات، قيل إنها جرت من قبل مسؤولين حكوميين لصالح نواب في البرلمان، وذلك بهدف ضمان ولائهم. وقد دعا النائب المعارض البارز مسلم البراك الوزير السابق إلى سرعة الإجابة عن أسئلته البرلمانية الخاصة بالتحويلات المالية، مشدداً على أن الشعب الكويتي "كفيل بإسقاط رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، وإسقاط حكومته. وقال البراك في مؤتمر صحفي نقلت تفاصيله صحيفة "السياسة" الكويتية: إن التحويلات المالية الخارجية التي سبق أن طالب وزير الخارجية بالإجابة عن أسئلة حولها "هي تحويلات مرتبطة برئيس مجلس الوزراء"، مضيفاً: "أقولها بصريح العبارة، هناك تحويلات مالية مليونية حولت لرئيس الوزراء عن طريق وزير الخارجية، والشيخ محمد الصباح هو الذي وضع نفسه كوسيط لتحويلات رئيس الوزراء".