قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الفلسطينيين يستحقون دولة خاصة بهم، وإن الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط توضح عواقب السلام الهش، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد أهمية مواصلة السعي بشكل أكثر إلحاحاً لتحقيق سلام قوي في المنطقة أكثر من أي وقت مضى. وأضاف: "ونحن نواصل هذا النوع من السلام، فإنني أعلم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرف أن التزام الولاياتالمتحدة بأمن إسرائيل لا يتزعزع أبداً، وأن سعينا لتحقيق سلام عادل ودائم هو هدف يتشارك فيه الطرفان ويتوافقان عليه، كما أننا نعتقد أنه يضع أمن إسرائيل في الطليعة". جاء ذلك خلال التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل اجتماعهما اليوم في نيويورك على هامش أعمال اجتماعات الأممالمتحدة، وفقاً لما أعلنه البيت الأبيض. وأعرب أوباما عن تطلعه لإجراء مناقشة جيدة مع نتنياهو حول الأحداث التي تدور في الأممالمتحدة، وكذلك التطورات التي تشهدها المنطقة. وأكد أنه لا يمكن فرض السلام على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيراً إلى أن السلام يتعين أن يتحقق من خلال التفاوض، وأن الإجراءات الأحادية في الأممالمتحدة لن تحقق الدولة، كما لن تحقق تقرير المصير للفلسطينيين، وأنه يتعين على الإسرائيليين والفلسطينيين الجلوس معاً والعمل على هذه المسائل الصعبة جداً، التي تسببت في الاختلاف بين الجانبين لعقود من الزمن حتى الآن. وشدد على أن ما يمكن تحقيقه هو الهدف النهائي الذي يتطلع إليه الطرفان، وهو دولتان تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن. من جانبه وفي تعليق على تأكيد الرئيس الأمريكي على أن الفلسطينيين يستحقون دولة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن هذه الدولة يجب أن "تصنع" السلام مع إسرائيل، ولذلك فإن محاولات الفلسطينيين لاختصار هذه العملية، وليس من خلال التفاوض على تحقيق السلام، من خلال السعي للحصول على العضوية كدولة في الأممالمتحدة، لن تنجح. وأعرب عن شكره للرئيس أوباما للوقوف مع إسرائيل ودعم تحقيق السلام من خلال المفاوضات المباشرة، مشيراً إلى أنه يتفق وأوباما على أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام، وأن على الفلسطينيين والإسرائيليين الجلوس والتفاوض بشأن اتفاق للاعتراف المتبادل والأمن، لأن هذا هو السبيل الوحيد للوصول إلى سلام مستقر ودائم. ونوَّه بأن الفلسطينيين يريدون تحقيق دولة من خلال المجتمع الدولي، إلا أنهم غير مستعدين بعد لإعطاء السلام لإسرائيل في المقابل، وأعرب عن أمله في أن يكون هناك قادة آخرون "مسؤولون" في العالم، يستجيبون لنداء الرئيس أوباما ويعارضون هذا الجهد لاختصار مفاوضات السلام وتجنبها، لافتاً إلى أن تجنب هذه المفاوضات سيئ لإسرائيل وللفلسطينيين وللسلام. وأوضح نتنياهو أنه يعلم أن هؤلاء القادة يتعرضون لضغوط هائلة، مقراً بأنه يدرك أيضاً أن الأغلبية التلقائية ضد إسرائيل، ولكنه نوَّه بأن تبني موقف الرئيس أوباما هو التوجه الصحيح لتحقيق السلام، ووصف موقف أوباما بأنه وسام شرف، معرباً عن أمله في أن يحذو الآخرون حذو الرئيس الأمريكي.