انتقد مدير إدارة المنح بمؤسسة الراجحي علي سليمان الفوزان، آلية عمل عدد من الجمعيات الخيرية، مشدداً على أنها "تفتقد الخبرة، في ظل عدم وجود استشارات تقدم للقطاع الخيري"، موضحاً أن العمل الخيري لا يجب أن تنقل له خبرات من القطاع الخاص؛ لأنها قد تفشل، مؤكداً أن الجمعيات الخيرية تواجه إشكاليات في عدم الاستدامة للكوادر البشرية. جاء ذلك خلال ورشة عمل جرت في بريدة، أمس، ضمت عدداً من المسؤولين في الجهات المانحة والداعمة مع المديرين التنفيذيين في الجمعيات الخيرية، ويأتي ذلك قبل أيام قلائل من شهر رمضان، الذي يزداد فيه النشاط الخيري. وكشفت ورشة العمل التي شهد سجالاً في الأفكار والآراء، عن وجود فجوة في توجُّه المؤسسات المانحة وطموحها لدعم المشاريع الخيرية. وجمعت الورشة التي نظّمتها جمعية أسرة للرعاية والأسرية والزواج ببريدة، المؤسسات المانحة مع الجهات الخيرية، تحت عنوان "الأفكار والتجارب الناجحة في عقد الشراكات مع الجهات المانحة واستدامة المنح الاستراتيجي". وأكد مدير عام جمعية أسرة الدكتور محمد بن عبدالله السيف، أهمية ورشة العمل في معرفة العوائق والصعوبات التي تواجه المؤسسات الخيرية مع الجهات المانحة، لدعم مشاريع الجمعيات الخيرية وآلية إقامة شراكات مع المؤسسات المانحة ومعرفة توجهها وسياساتها. من جانبه، لفت الفوزان إلى أهمية تفعيل شراكات مع دور ومراكز الفكر والتي توجد بالجامعات، مبيناً أنه لا بد للجامعات من العمل في القطاع الخيري، إضافة إلى أهمية عقد الجمعيات الخيرية للشراكات؛ لأن المؤسسات المانحة والداعمة عددها قليل جداً لا تتجاوز 21 مؤسسة مانحة. وطالب الفوزان الجمعيات الخيرية بأهمية عقد لقاء دوري بين الجهات المانحة والمؤسسات الخيرية، في ظل وجود إشكاليات تقع فيها المؤسسات الخيرية وتسبّب لها حرجاً كبيراً، بسبب تغيير الاتفاق مع المؤسسات المانحة بشأن المشاريع المتفق عليها، مبيناً بأن المؤسسات المانحة هي جزء من الجمعيات الخيرية ولديها معايير ولوائح لدعم شركائها، ويتم الدعم بناء على هذه المعايير مما يحقق العدالة والشفافية والمصداقية، وأكد على أنها كانت أكثر وعياً من السابق، وشدّد على أهمية التسويق للجمعيات الخيرية؛ لأن تسويقها ضعيف ولم يتم بشكل جيد.