شهد التسول في السنوات الأخيرة تطوراً وأساليب حديثة تجبر الناس على التعاطف معهم وهو تغيير جذري لممارسي التسول خصوصاً المحترفين منهم بعد أن فقد غالبيتهم وفقاً للأساليب السابقة التعاطف أعقاب كشف وسائل الإعلام كذبهم وخداعهم. ولم يعد المتسولون المحترفون يرتدون الملابس الممزقة أو خداع الناس بالأطراف المبتورة أو بالأطفال الأبرياء أو بتقارير طبية مزيفة، فقد أصبحت هذه الطرق بالية ومكشوفة.
ونذكر هنا بعض الطرق التي يخدع بها المتسولون من فئة الخمسة نجوم الناس لأخذ حذرهم من هؤلاء المتسولين خصوصاً مع دخول شهر رمضان المبارك، حيث ينتشر العديد منهم لاستغلال هذا الشهر الكريم، من الطرق الحديثة يستخدم المتسول من فئة الخمسة نجوم سيارة حديثة ومعه زوجته مرتدين ملابس أنيقة ولا تظهر عليهم مظاهر التسول، ويقوم قائد السيارة بإيقاف سيارته بجانب المارة ويطلب منهم مبلغاً كسلفة من أجل البنزين، وذلك بحجة أنه فقد محفظته وهو من خارج المدينة.
وكثيرا ًما يحاول قائد السيارة أن يوقف سيارته من جهة الراكب (جهة المرأة) ويفتح زجاج السيارة ويطلب من أحد المارة إنقاذه من الموقف المحرج، ويتعاطف الكثيرون معه بحجة أنه مع أسرته، وكثيراً ما يحضرون في المراكز التجارية الشهيرة والفنادق الفاخرة المواقع السياحية.
كما يقوم البعض باصطحاب أطفاله وزوجته وهم يرتدون ملابس أنيقة، إضافة إلى خادمة تجلس مع الأطفال في المقعد الخلفي، للتأكيد أنه ليس متسولاً إنما وقع في مأزق ويبحث من يخلصه منه، كما أن هذه الطريقة تعد مقارنة بالطرق القديمة أسهل وتعد آمنة ودخلها أعلى بكثير، ولا تحتاج هذه الطريقة إلى مجهود كبير.
وبعضهم يستغل هذه الطريقة لسرقة الجوالات، حيث يتوقف بسيارته الفاخرة ومعه أسرته ويطلب الاتصال بأحد أقربائه أو أن زوجته ترغب في إجراء مكالمة مهمة لأنه فقد أمواله وجواله وهو في موقف لا يحسد عليه، وحين يستلم الجوال ممن تعاطف معه يقوم بالفرار من الموقع.
كما أن المتسولات من فئة الخمسة نجوم يحضرن في المراكز التجارية ويتسوقن ويظهرن بشكل راقٍ جداً ويحملن الأكياس البلاستيكية الراقية التي تحتوي على ملابس أو أحذية أو أجهزة جوال حديثة، ثم يتجهن للشباب ويطلبن مساعدتهن بحجة أن البطاقة المصرفية لا تعمل أو أنها فقدتها وهي بحاجة إلى مبلغ بسيط نقص عليها لتكمل احتياجاتها أو تتعذر برغبتها في العودة للمنزل وقد انتهت الأموال التي كانت تحملها بعد تسوقها.
وبعض المتسولات يطلبن مبلغاً للعودة إلى منزلها بحجة أن سائقها لم يعد لأخذها أو أن جواله مغلق وأعذار مختلفة لجمع ما يمكن جمعه من الأموال وفقاً لأساليب وطرق متطورة.