قالت صحيفة "المستقبل" اللبنانية الخميس: إن السفير السوري في بغداد نواف الشيخ الفارس الذي انشق أمس عن نظام الرئيس بشار الأسد، يحمل معه كنزاً من الملفات السرية الفائقة الأهمية بالنسبة إلى نظام دمشق، باعتباره أحد كبار المسؤولين في حزب البعث. وأضافت الصحيفة: من المعلوم أن السفراء السوريين إلى الخارج مرتبطون ارتباطاً عضوياً بالاستخبارات السورية، إلا أن السفيرين السوريين في بغداد وبيروت هما تحديداً الأكثر تبعية وارتباطاً بالنظام الأمني الاستخباراتي للحكم في دمشق. ونقلت الصحيفة عن مصادر عراقية أن "الحكومة العراقية فوجئت بخطوة السفير السوري، لكنها تدرس حالياً طلب اللجوء الذي قدمه"، مشيرة إلى أن "الفارس يقيم الآن بمكان آمن خارج السفارة السورية التي غادرها بعد أن حمل معه كنزاً من الملفات والوثائق المهمة والسرية التي تتعلق بمراسلات الخارجية السورية وأجهزة المخابرات مع السفارة في بغداد في ما يتعلق بالأوضاع في سوريا وطبيعة التحركات من أجل إسناد النظام السوري وخطط التحايل على العقوبات المفروضة على دمشق والتجسس على بعض المعارضين السوريين المقيمين في العراق". وأوضحت المصادر أن "السفير السوري سيغادر العراق إلى دولة أخرى في حال لم توافق حكومة بغداد على طلب اللجوء السياسي"، مؤكدة أن "الفارس يتمتع بعلاقات وثيقة مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد تدفع بالوزير العراقي إلى الضغط على حكومة بلاده لمنحه اللجوء والإقامة في كردستان العراق". كما نقلت الصحيفة عن مصادر نيابية عراقية أن "لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تعتزم عقد اجتماع طارئ لها اليوم لمناقشة الموقف من انشقاق السفير السوري في بغداد نواف الفارس"، مبينة أن "موقف اللجنة لن يختلف عن موقف وزارة الخارجية العراقية بالإضافة إلى وجود تعاطف من قبل عدد من أعضاء اللجنة من أجل منح اللجوء السياسي للسفير الفارس". وقال ديبلوماسي في العاصمة العراقية طالباً عدم ذكر اسمه إن السفير السوري نواف الشيخ فارس "بعث رسالة إلى وزارة الخارجية العراقية" يبلغها فيها انشقاقه ليصبح بذلك السفير السوري الأول الذي ينشق عن نظام الأسد. وأضاف المصدر أن المسؤولين العراقيين "سيجتمعون غداً (اليوم) للبحث في سبل إرساله إلى بلد ثالث". وحسب الصحيفة: كان الفارس الذي ينتمي إلى عشيرة العقيدات الواسعة الانتشار على طرفي الحدود بين العراق وسوريا، كان مسؤولاً كبيراً في حزب البعث الحاكم في سوريا حيث تولى مناصب قيادية عدة محافظاً للاذقية ثم إدلب ثم القنيطرة قبل أن يعيّن سفيراً لسوريا في العراق في العام 2008. وأفادت مصادر أن السفير السوري المنشق في بغداد اتجه إلى أربيل قبل يومين. وقال محمد سرميني عضو المجلس الوطني السوري، إن انشقاق الفارس ما هو إلا بداية لسلسلة من الانشقاقات على المستوى الدبلوماسي، مشيراً إلى أن المعارضة على اتصال بعدة سفراء.