أنقذت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بذهبان ودرة العروس امرأة متزوِّجة، وأُمًّا لثلاثة أطفال، من ابتزاز وافد بعدما استطاع الحصول على صورها إثر اختراقه جهاز الكمبيوتر الخاص بها، وإرغامها على الخروج معه. وتعود تفاصيل القضية عندما كانت الهيئة تقوم بدوريتها المعتادة على خليج سلمان في شمال جدة البعيد عن العمران في ساعة متأخرة من الليل، وأثناء ذلك شوهدت سيارة مظللة يجلس بجانبها شاب في العقد الثالث من عمره يتناول الطعام، وقد خلع جزءاً من ملابسه، فيما لاحظت الهيئة وجود امرأة داخل السيارة بكامل حجابها، وتجلس في المقعد الأمامي، وترتفع من السيارة أصوات الموسيقى الصاخبة. وعند اقتراب الدورية من سيارة الشاب فوجئ أعضاء الهيئة بخروج المرأة من السيارة مسرعة نحوهم وهي تبكي وتردد "ساعدوني.. ساعدوني"، متمسكة بأعضاء الهيئة، وتناشدهم أن يعيدوها إلى أطفالها الذين تركتهم في البيت. وروت المرأة لأعضاء الهيئة قصتها المأساوية مع الشاب المبتز، الذي تجرد من كل معاني الرحمة والشفقة، قائلة: "أنا امرأة متزوجة، وأُمٌّ لثلاثة أطفال، وتعرفت على هذا الشاب المبتز عن طريق الإنترنت في مواقع الدردشة والتواصل الاجتماعي، وكان دخولي إلى هذه المواقع من باب التسلية وقطع الوقت والملل، ولم أكن أعلم أنها ستجلب عليّ كارثة في حياتي الزوجية وتربية أطفالي وأبنائي". وواصلت المرأة: "ومع مرور الأيام استطاع الشاب الذي كان يملك مهارة في اختراق المواقع الحصول على معلوماتي الخاصة عن طريق البريد الإلكتروني الذي قام باختراقه وسرقة ما فيه من صور، والحصول على عناوين أخواتي وأقربائي، ثم كشف لي عن وجهه الحقيقي، وأخذ يهددني بفضحي ونَشْر صوري في الفيس بوك والمنتديات وغيرها من مواقع الإنترنت". وأضافت: "كنت أتوسل إليه بألا يدمِّر حياتي ومستقبل أطفالي، ولم أكن أجد منه أي رحمة أو عطف؛ فقد كان ذئباً بشرياً، لا يريد إلا تحقيق رغباته الشهوانية، ولم يكن أمامي إلا الاستجابة لتهديده؛ لعلي أنقذ نفسي من الفضيحة، وأحفظ بيتي من الهدم والضياع وتشتت أسرتي؛ فخرجت معه هذه الليلة وأنا مُكرهَة". وتابعة المرأة: "حاولتُ استعطافه قبل مجيئكم، وقبَّلْتُ قدمَيْه، وتوسلت إليه أن يتركني ويبتعد عني، لكنه رفض حتى أمكِّنه من نفسي، ولم يتحرك قلبه لبكائي ورجائي، وجلستُ داخل السيارة لعل قلبه يلين ويعيدني إلى بيتي وأطفالي، وهو يصرخ عليّ، ويهددني بأنه لن يرجعني إلى منزلي حتى يأخذ ما يريده". واعترف الشاب بجريمته، وقال إنه فعل ما فعل بدافع الحب؛ فاقتادته "الهيئة" إلى شرطة ذهبان، وضُبط بحوزته جهاز كمبيوتر محمول مليء بالصور والعلاقات المحرَّمة، ورسائل تهديد وابتزاز، وأدلى باعترافات خطيرة عن طريقة إيقاعه بالفتيات من خلال عمله في أحد الأسواق الشهيرة بجدة، وإشرافه على مواقع في الإنترنت، واحترافه في مواقع التواصل الاجتماعي التي مكنته من التواصل مع شريحة كبيرة من نساء المجتمع. وقد أُحيل الشاب إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لإكمال الإجراءات اللازمة بحقه، فيما تستر أعضاء الهيئة على المرأة، وأعادوها إلى منزلها وأطفالها بعد تقديم النصح لها.