ناشدت المعلمات المتعاونات بالكلية الجامعية بمحافظة القنفذة إدارة جامعة أم القرى، ممثلة بمديرها الدكتور بكري معتوق عساس، صرف حقوقهن المتأخرة، مؤكدات أنهن لم يتسلمنها منذ نحو عامين، وبعضهن منذ ثلاث سنوات، على الرغم من عملهن اليومي والشاق طوال تلك السنوات، وقد بقين على وعود أشبه بالسراب طيلة فترة عملهن بالكلية مدرسات بنظام الساعات، يقمن بجميع أدوار أستاذات الجامعة. وروت عدد من المتعاونات في الكلية الجامعية بالقنفذة معاناتهن من تأخر صرف مستحقاتهن المالية، سواء المكافأة أو الراتب. وتحدثت في البداية "أم ياسر"، إحدى المتعاونات بكلية القنفذة ل"سبق" قائلة: "لك أن تتخيل طوال عامين كاملين لم أتسلم حقوقي المادية، ولم أحظ بريال واحد، ورغم ذلك أجبرتنا الحاجة إلى المواصلة في التدريس بالكلية؛ إذ أقوم بجميع أعمال التدريس والأنشطة والإشراف والتصحيح وغيرها، لكن دون جزاء أو أجرة، بالرغم من المطالبات بصرف رواتبنا وحقوقنا المستحقة، وكذلك تثبيتنا حسب الأمر السامي الكريم من والدنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لكن دون جدوى! لقد تعبنا من الوعود، وتعب ذوونا من السفر إلى مكةالمكرمة وقطع مسافة 800 كم ذهاباً وعودة، ويقابَلون بالوعود، لكن لم نجد شيئاً من ذلك". وأضافت: "لقد صبرنا سنين وليس شهوراً، ونحن لدينا الكثير من الالتزامات المالية والمستحقات من مصاريف شخصية وعائلية، لدينا مطالب وأمانٍ، مثلنا مثل غيرنا، أيحق أن يعمل الأجير دون أجر؟ وإذا كنا نستحق الأجر فأين أجرنا وحقنا في ذلك؟ طالبنا بما فيه الكفاية عبر الوسائل النظامية المتبعة بالكلية طوال هذه السنوات أنا وبعض زميلاتي اللاتي يعشن الوضع نفسه، لكن وجدنا الوعود، ولم نرَ من الوعود إلا ركوداً". وتابعت "أم ياسر": "إننا نناشد بروح الشفقة والاسترحام مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس؛ فهو أبو الجميع ومسؤول عنا، أن ينظر في وضعنا، ويعجّل بصرف مستحقاتنا المالية، وكذلك أمر تثبيتنا". وبدورها قالت أم عبد الصمد، وهي متعاونة بالكلية نفسها: "أعمل بالكلية متعاونة على نظام الساعات، وأدرِّس مناهج حسب تخصصي، وأقوم بأعمالي من تدريس وتصحيح وإشراف وأعمال إدارية مثل أي أستاذة بالجامعة. لي ثلاث سنوات ولم أتسلم حقوقي، وأقطع عشرات الكيلومترات في الوصول إلى الكلية يومياً، وأتجشم العناء والتعب والإرهاق، ويشهد الله على أمانتي وصدقي وإخلاصي في أداء عملي، ومراقبة لله قبل كل شيء". وأضافت: "لا أخفيكم، فرحتُ جدًّا حينما وُظّفت بالكلية في زمن قلّت فيه الفرص، وشحت الوظائف؛ حيث إني أحمل بكالوريوساً بتقدير ممتاز، يؤهلني لأن أكون أستاذة بجامعة، وقد حاولنا أن نطالب بمستحقاتنا في السنتين الأوليين، وكانوا دائماً يترنمون بكلمة طالما سمعناها، وهي أشبة بالمسكنات (ستُصرف قريباً الأسبوع القادم بإذن الله. قرار الصرف صدر، وما بقي إلا إجراءات قليلة وتصرف). وكل ذلك أشبه بسراب في صحراء قاحلة، ومن حقي بوصفي مواطنة في هذا الوطن المعطاء أن أنال الوظيفة التي يستحقها مؤهلي، وأن أتسلم حقوقي، وآسف إن قلت إنني كنت فتاة طموحة محلقة بين النجوم، أرغب في الماجستير والدكتوراه، وكل مرة أسجل بالماجستير تخونني الظروف والإمكانات المادية؛ فأتقهقر حزينة باكية، وأعود صفر اليدين، لا راتب ولا تحقيق حلم". وأضافت: "جزى الله أهلي كل خير، لم يألوا جهداً في المطالبة بحقوقنا، على الرغم مما لاقوه من تجشم مشاق وعثاء السفر والمراجعة، وترك مشاغلهم وأهليهم من أجلي، وعلى الرغم من كل ذلك انتظرنا تنفيذ المرسوم الملكي لوالدنا الملك عبدالله -حفظه الله- وكل ذلك ذهب سدى مع أدراج الرياح، وكأن الآذان قد أصابها الصمم؛ فحسبنا الله على من ظلمنا ولم يفكر يوماً في إنسانيتنا قبل كل شيء". وتابعت: "لم يبق لنا أمل بعد الله إلا في الدكتور بكري معتوق عساس مدير جامعة أم القرى، عسى ولعل أن تعاد حقوقنا كاملة طوال السنوات الثلاث الماضية". من جانبها اعترفت مديرة إدارة الكلية الجامعية بالقنفذة نبيلة القحطاني ل"سبق" بتأخر صرف مستحقات بعض المتعاونات بالكلية الجامعية بالمحافظة، اللاتي يعملن بنظام الساعات. مشيرة إلى أن هذا الإجراء يختص بجامعة أم القرى، وهي المخولة بصرف حقوقهن وليست الكلية، ومؤكدة أنه تم الرفع بذلك إلى الجامعة، وفي كل مرة يُقال إنها ستُعرض على مجلس الجامعة.