تعود الكاتبة الإيرانية المولد نايري نهابتيان لانتقاد النظام الإيراني الذي أجبرها على العيش في المنفى بكتابة رواية عن قتل الزعيم الروحي للبلاد. وعادت نهابتيان إلى إيران كصحفية في عام 2005 لكنها تقول: إنها تحولت إلى الأدب لتصف بالكامل تعقيدات وطنها الذي فرت منه عندما كانت في التاسعة من عمرها. وقالت نهابتيان في مهرجان عن الروايات البوليسية يحضره نحو مليون شخص كل عام في خيخون بشمال إسبانيا: "بفضل الأدب أصبح بإمكاني على سبيل المثال أن أقتل آية الله، وهو أمر لا يمكنك القيام به في الواقع". وفي روايتها "من قتل آية الله قانوني" يكون ناريك الصحفي المنفي الذي عاد إلى إيران في المكان الخطأ في الوقت الخطأ عندما عثر على زعيم ديني مقولاً. وعلى الفور تتهم السلطات ناريك لأنه كان يقيم بالخارج لفترة طويلة لكن سريعاً ما يبدو واضحاً أنهم ليس لديهم خيوط تذكر لأن آية الله الذي قتل كان له العديد من الأعداء بسبب إصداره أحكاماً بالإعدام، ولتورطه في صفقات مالية مشبوهة. ويزيد من تعقيد التحقيقات تنافس أجهزة الأمن والسرية على مختلف مستويات المجتمع الإيراني فضلاً عن غموضه. والشخصية الرئيسية في رواية نهابتيان هي ليلى، وهي إسلامية مدافعة عن حقوق المرأة، وهو ما تقول الكاتبة إنه قد ينطوي على تناقض في نظر القراء الغربيين بسبب الشكل النمطي الذي يرسمونه في أذهانهم عن إيران. وتقول نهابتيان: إن ليلي مثل العديد من الإيرانيين تمزقها مشاعر متناقضة عن ميراث الثورة الإسلامية عام 1979 التي أطاحت بحكم الشاه محمد رضا بهلوي. وقالت: إن الملايين انضموا للثورة ضد الشاه "لكن هذه الثورة سرقها رجال الدين من الشعب". وأضافت: "بعد الثورة مباشرة بدأوا في قتل الشيوعيين الذين شاركوا في الثورة وقضوا عليهم". وقالت نهابتيان: إنها كتبت روياتها في باريس لأنها ما كانت لتمر من الرقابة في إيران. وأضافت: "من المستحيل شجب فساد النظام والحديث عن القمع. الحديث عن قتل 20 ألف ماركسي من المحرمات". وفي حين تصف نهابتيان القمع فإنها ترصد أشخاصاً تمكنوا من التمتع بحريتهم بأسلوبهم الخاص بتحدي العديد من القواعد الصارمة المتبعة في إيران يومياً. وقالت: "حتى طريقة ارتداء النساء للحجاب هي أسلوب للسخرية من النظام. الإيرانيات مبدعات للغاية في توجيه رسالة عن طريق الزي الذي يعتبر من رموز القمع". ومن الملامح غير المعتادة عن إيران التي توردها الرواية هو أسلوب سائقي سيارات الأجرة في قراءة الشعر القديم. وقالت نهابتيان: "في بعض الأحيان يقرأون شعراً كتبوه بأنفسهم. هذا أمر جميل حقاً. أنا واثقة ان هناك سائقي سيارات أجرة شعراء في كل مكان في العالم لكنهم في إيران يعبرون عن أنفسهم". وصدرت الطبعة الإسبانية من رواية نهابتيان التي تمت ترجمتها.