المدينة - القاهرة انتهزت الصحفية والكاتبة والمذيعة الإيرانية كامين محمدي فرصة ظهور روايتها الأولى «شجرة السرو» للتأكيد على أن وطنها أكبر بكثير من نظام حكم يقمع المثقفين، ويدفعهم للعيش فى المنفى. وتحدثت بصورة مستفيضة عن الأدب الإيراني، وقدمت للقراء في الغرب قائمة مقترحة بأفضل عشرة كتب عن إيران. وتنوه كامين محمدي لصحيفة الجارديان البريطانية بأن الأدب الإيراني ثري ومتنوع، بما فى ذلك الأدب المعاصر، معتبرة أن هذا الأدب إنما يعكس حضارة بلادها العريقة وثقافتها الغنية. ولدت كامين محمدي فى إيران عام 1969، وانتقلت مع عائلتها للمنفى فى عام 1979 الذى شهد اندلاع الثورة الإيرانية، لتعيش فى بريطانيا، فيما تقيم حاليًا بإيطاليا. وجاء كتابها الأول «شجرة السرو» عن إيران فى القرن العشرين، عبر رواية تتناول ثلاثة أجيال من النسوة، هي كامين ذاتها ووالدتها وجدتها. وتتحدث كامين في شجرة السرو- عن إيران الجميلة كما عرفتها فى أيام الصبا، منوهة بأن الغرب يرتكب خطأ فادحًا عندما يختزل إيران في مجرد تهديد نووي محتمل، سواء كانت قصة الأسلحة النووية حقيقة أو وهمًا. وتقول كامين محمدي للقراء فى الغرب إن إيران -كما عرفتها فى طفولتها- تمثل لها نسيم الياسمين والابتسامة الهانئة والضحك من أعماق القلب، وحكايات الحب وليالي السمر على البلاط الفيروزي، وكسر الرمان الياقوتي التي تهواها الخالات والعمات وهن يتبادلن البوح والأسرار فى ضوء القمر، بينما يلهو الصغار فى بلد له عبق تاريخ عريق أثر في الثقافة الغربية ذاتها.واعتبرت كامين صدور روايتها الجديدة فرصة سانحة للحديث -بنوع من التوازن- عن إيران التى لا يعرف الغرب عنها إلا قصص التعذيب والقهر والكبت واضطهاد المعارضين؛ مع تسليمها بأن هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان فى بلادها كانت وراء قرار عائلتها بالخروج من الوطن والعيش فى المنفى. وتشمل قائمة الكتب التى اقترحتها كامين محمدي اختيارات ترجع للقرن العاشر الميلادي وحتى القرن الحادي والعشرين، وأغلبها بأقلام إيرانية، معتبرة أن هذه الكتب تشكل أفضل إضاءة وتعبير عن الروح والثقافة في إيران، رغم أنها غير معروفة على نطاق واسع فى الغرب. وجاءت القائمة المقترحة كالتالى: ملحمة الشاهنامة للفردوسى، حكايات بيرسبوليس المصورة للكاتبة والفنانة مرجانة سترابى، والتى تحولت إلى فيلم سينمائي، عباءة النبى: العقيدة والسياسة فى إيران لروى موتاهيديه الأستاذ بجامعة هارفارد، كتاب منطق الطير لفريدالدين العطار، قصة ليلى والمجنون للشاعر نظامى، الخطيئة: قصائد مختارة للشاعرة فروغ فرخزاد، البومة العمياء للروائي صادق هدايت، كل رجال الشاه لستيفن كينزر، الشاهنشاه للصحفي البولندي رايزارد كابوزينسكى، وأخيرًا قصة «عمى نابليون» لفرج باشهزاد.