في لقاء تنتظره الجماهير الرياضية لتعويض المتعة التي فقدت في الكثير من لقاءات "يورو 2012" تخوض هولندا مباراة صعبة وقوية أمام جارتها اللدود ألمانيا يوم غدٍ الأربعاء في الجولة الثانية من الدور الأول وهي بحاجة إلى الفوز كي لا تقترب من الخروج من الدور الأول، في حين أن ألمانيا لا تريد إلا الفوز لخطف تأشيرة التأهل لدور الثمانية دون انتظار للجولة الثالثة. أما في المباراة الأولى ترغب الدنمرك في خطف النقاط الثلاث من أمام كريستيانو ورفاقه بعد المفاجأة التي أحدثوها بعد تغلبهم على هولندا، إلا أن الروح المعنوية العالية والتفاؤل الذي يحيط المعسكر البرتغالي قد يصعّب بشكل كبير المهمة الدنمركية. الدنمركX البرتغال ( 7:00 مساءً): هذه المباراة ستحدد بشكل كبير ملامح المجموعة التي أطلق عليها "مجموعة الموت"، فبعد فوز الدنمرك على المنتخب الهولندي ارتفعت الروح المعنوية بشكل كبير في المعسكر الدنمركي وبخاصة أنه في لقائه أمام البرتغال يحتاج إلى الفوز فقط ليضمن التأهل إلى دور الثمانية في البطولة قبل مباراته الثالثة في المجموعة والتي يلتقي فيها الماكينات الألمانية. مدرب المنتخب الدنمركي مورتن أولسن لا يوجد لديه مخاوف من إصابات جديدة قبل المباراة المرتقبة التي ستُقام في لفيف، لذلك فعلى الأرجح أن يبدأ المدرب بالتشكيلة نفسها التي فازت على هولندا، وعلى رأسهم مايكل كرون ديلي صاحب هدف الفوز على هولندا. وليس هناك مشكلة تزعج المنتخب الدنمركي في مباراة الغد سوى المهارات الفردية العالية التي يتمتع بها لاعبو البرتغال مثل كريستيانو رونالدو وناني، ويتوقع أن يواجه صعوبة كبيرة الدفاع الدنمركي في التعامل مع المهارات البرتغالية. ولرفع معنويات لاعبي المنتخب الدنمركي أعلن القصر الملكي في الدنمرك عن حضور ولي العهد الأمير فريدريك المباراة لمؤازرة منتخب بلاده. أما بالنسبة للبرتغال تعد هذه المباراة من أهم المباريات وسيقدمون جميع ما لديهم لضمان الإبقاء على حظوظهم في المنافسة خصوصاً بعد الهزيمة التي تلقوها يوم السبت الماضي في مباراتهم الأولى أمام ألمانيا. لاعبو البرتغال خرجوا سريعاً من موجة الحزن التي انتابتهم بعد اللقاء الأول، وساد التفاؤل جو المعسكر وهو ما يتضح من خلال التمارين التي يظهرون فيها نجوم البرتغال بروح معنوية عالية وأيضاً تعافي المهاجم هوجو الميدا من نزلة البرد وريكاردو كواريسما من إصابة الشد العضلي في الساق جعل المدرب واللاعبين يتنفسون الصعداء. كما أن النجم البرتغالي كريستيانو الذي اشتهر في الماضي بالأنانية والتعجرف والتعالي، أظهر وجهاً جديداً في تعامله مع الجماهير على هامش تدريبات الفريق وحرص على دعوة جميع لاعبي المنتخب البرتغالي لالتقاط الصور مع المشجعين وخصوصاً مع الأطفال الذين حضروا المباراة لمؤازرة الفريق، ووعد اللاعبون جماهيرهم بتقديم مباراة قوية والفوز على الدنمرك. هولنداX ألمانيا ( 9:45 مساءً): هذه المباراة التي تنتظرها الجماهير الرياضية منذ بداية "يورو 2012" لتعويض المتعة التي ظلت مفقودة في الكثير من مباريات اليورو، وقد وضع الهولنديون شعار "حياة أو موت" لهذا اللقاء أمام غريمهم ألمانيا، وذلك لتعرضهم لخسارة مفاجئة في المباراة الأولى أمام الدنمرك. ويواجه الهولنديون مأزقاً حقيقياً، كون الدنمرك مصنّفة نظرياً كأقل فرق المجموعة قوة، ما يعني حاجة الطواحين إلى الفوز على ألمانيا والبرتغال أو التغلب على واحدة والتعادل مع الأخرى والدخول في لعبة فارق الأهداف للتأهل إلى الدور المقبل. وعلى الرغم من الأداء الجيد من صانع الألعاب فيسلي شنايدر أمام الدنمرك، تميز هجوم هولندا بإضاعة الفرص السهلة وخصوصاً عبر روبن فان بيرسي الذي أخطأ بشكل طفولي في بعض اللقطات لدرجة تسديد الهواء بدلاً من الكرة. كما ظهر الجناح أريين روبن بشكل باهت في ظل إصرار المدرب برت فان مارفيك على اللعب به في الجبهة اليمنى كي يتوغل إلى الداخل ويسدد بيسراه، وهو التحرك الذي كان مقروءاً من قِبل مدافعي الدنمرك. وأمام ذلك قد يلجأ فان مارفيك إلى تلبية طلبات الجماهير واللعب منذ البداية بهداف الدوري الألماني كلاس يان هونتلار كرأس حربة، في حين قد يستبعد الجناح إبراهيم أفيلاي من التشكيل الأساسي بعد أن ظهر بعيداً عن لياقته في المباراة الأولى. أما الألمان يدركون مدى صعوبة مباراة الغد لأنها تمثل بالنسبة للفريق تأشيرة التأهل لدور الثمانية دون انتظار للجولة الثالثة من مباريات المجموعة بينما تمثل مواجهة مصيرية للطاحونة الهولندية التي ستودع البطولة إذا تعطلت عن العمل وأخفقت في انتزاع الفوز بعد هزيمتها أمام المنتخب الدنمركي في الجولة الأولى، وهو ما يعني للألمان بأن هولندا لن يكون الفريق السهل على الرغم من خسارته من الدنمرك. وما يؤكد من تخوف ألمانيا في هذه المباراة وحرصها على الخروج بنقاطها الثلاث هو إحاطة التدريبات بالسرية التامة إلى جانب التركيز على أهم لاعبي الفريق والحرص على رفع اللياقة لديهم وهو ما يعني أن الأوراق الرابحة للماكينات الألمانية قد تخوض اللقاء منذ الدقيقة الأولى. ويؤكد المدرب الألماني أنه لن يترك أي فرصة للمنتخب الهولندي وسيفرض أسلوبه على المباراة وبخاصة أنه يعمل على رفع معنويات الفريق وبث الروح العالية والحماسية مع رفع معدل اللياقة لدى جميع لاعبيه. وتاريخياً التقى الفريقان أربع مرات في البطولة من قبل، ففي نسخة 1980 في إيطاليا فازت ألمانيا (3-2) بفضل ثلاثية لا تُنسى من كلاوس ألوفس، في حين ثأرت الطواحين بفوز في نصف نهائي 1988 على الأراضي الألمانية (2-1) بفضل هدفي رونالد كومان وماركو فان باستن، وحافظت هولندا على أفضليتها في نسخة 1996 بالفوز (3-1)، ثم تعادل الفريقان بهدف لكل منهما في بطولة 2004 بالبرتغال.