أصدرت الحكومة البريطانية توجيهات ستنشر الثلاثاء المقبل تتيح للنساء اللاتي تتخطى أعمارهنّ ال39 عاماً حق الحصول على علاج خصوبة مجاني على نفقة منظمة الصحة الوطنية البريطانية. وذكر موقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنّ منظمة الصحة الوطنية البريطانية ستمدد العمر الذي تجري فيه النساء عمليات التخصيب الاصطناعية من 39 إلى 42 عاماً، تبعاً لتوجيهات حكومية تشير إلى أنّ الكثير من النساء يستطعن الحمل عند بلوغ أواخر الثلاثينيات وبداية الأربعينيات من العمر.
وقال مصدر مطّلع: "سيمدد العمر الذي يسمح فيه بإجراء عمليات التخصيب الاصطناعي على حساب منظمة الصحة البريطانية إلى 42 عاماً، وسيقدم لهؤلاء النساء دورة واحدة من التخصيب الاصطناعي".
وأضاف المصدر: "كما سيسهل الحصول على العلاج. فبدل أن ينتظر الأزواج ثلاث سنوات للمباشرة بإجراءات العلاج، أصبح بإمكانهم المباشرة به بعد سنتين من المحاولات الفاشلة للإنجاب".
وأفاد أنّ هذه التوجيهات الجديدة تتيح لأكثر من 8000 امرأة سنوياً فرصة إجراء هذه العمليات من دون الاضطرار إلى دفع حوالى 8000 دولار لإتمامها في مستشفيات خاصة.
وقال خبراء في الخصوبة إنّ هذه التوصيات قد تشجع المزيد من النساء على التأخّر في إنجاب الأطفال، ما يعرّض الأم والطفل لأخطار كثيرة، نظراً إلى أنّ النساء اللواتي ينجبن في سن متأخر يزيد احتمال تعرضهنّ لمشاكل في المخاض، كما يزيد خطر تعرض الأطفال لتشوهات أو أمراض خلقية.
يشار إلى أنّ حوالي نصف حالات الحمل عند النساء اللاتي تتراوح أعمارهنّ بين 40 و42 عاماً في العالم تنتهي بالإجهاض، إلا أنّ هذه التوصيات الجديدة تسهل حصول الأزواج على هذه العلاجات نظراً إلى أنها تسمح بإجرائها بعد سنتين من المحاولات الفاشلة للأزواج بعد أن كانت المدة 3 سنوات.
وقال غيديس غرودزينسكاس، الأستاذ الفخري السابق في طب التوليد والطب النسائي في جامعة بارتس وصندوق منظمة الصحة الوطنية الملكي في لندن إنّ هذه التوصيات أرسلت "رسالة خاطئة" للمجتمع مشيراً إلى أنّ "جزءاً من هذه التوجيهات يتمحور حول التطرف في المساواة لحماية الأشخاص الذين يشعرون بحساسية تجاه مبدأ التمييز على أساس العمر، وهذا لا يبرر هذا القرار".
وأضاف "يجب ألا يستخدم الناس هذا الأمر كعذر للتأخر في البحث عن الشريك المناسب للزواج، ولا يمكن للمنظمة أن تتحمل هذه الأعباء من الناحية الاقتصادية".
يشار الى ان التوصيات ما تزال على شكل مسودة وستكون موضوعاً للاستشارات حتى تموز - يوليو المقبل، كما التوصية الأخيرة لن تكون ملزمة حيث أنّ الصناديق الفردية للمنظمة يمكنها أن تختار تطبيقها أو رفض ذلك.
يشار إلى أنّ أكثر من 46 ألف امرأة خضعن للتخصيب الاصطناعي في العام 2010 في بريطانيا، وأجريت 40% من هذه العمليات على حساب المنظمة، من بينهن حوالي 8000 تتراوح أعمارهن بين 40 و42 عاماً أجرين العمليات في مستشفيات خاصة، حيث الفئة العمرية المسموح بها أعلى من تلك التي تضعها المنظمة.