طالب الكاتب الصحفي الأمريكي ريك سانشيز الإدارة الأمريكية بالتصدي بجدية للقس تيري جونز، واصفاً إياه ب"الصرصور" الذي يملك القدرة على البقاء وإثارة المشكلات، وأن حرقه القرآن الكريم، الكتاب المقدس لدى 1.5 مليار ليس لعبة أطفال، ويمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة سيدفع الأمريكيون ثمنها. وفي مقاله بصحيفة "هفنتون بوست" الأمريكية قال سانشيز: "إننا نُعلّم أطفالنا كيف يقومون بحل نزاعاتهم، ويُعبِّرون عن آرائهم باحترام، ولسوء الحظ يبدو أن بعض الكبار لم يتعلم الدرس، ومنهم على سبيل المثال القس تيري جونز راعي الكنيسة ببلدة جينزفيل بولاية فلوريدا الأمريكية، الذي هدد العام الماضي بحرق نسخ من القرآن في ذكرى هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة، وقد نفذ الرجل تهديده الأسبوع الماضي". ويضيف الكاتب: "لو تذكرنا الآن ما حدث العام الماضي لرأينا أن الإدارة الأمريكية تصدت له، سواء الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الدفاع الأمريكي روبرت جيبس والكثير من القادة ورجال الدين وعامة الشعب الأمريكي، مؤكدين جميعاً أن حرق القرآن الكريم وإهانة 1.5 مليار من البشر ليسا بالفكرة الجيدة، ويصلان إلى حد الجنون، وربما كان رأي الجنرال ديفيد بيتريوس الأكثر إقناعاً؛ حيث قال إن مسألة حرق القرآن من قِبل جونز ليست أمراً سهلاً بل يمكن أن تصبح مسألة حياة أو موت. وأضاف بيترويس مفسراً: ليس من الشجاعة أن يقوم هذا الرجل بحرق القرآن؛ ليدفع جنودنا في العراق وأفغانستان الثمن". ويقول الكاتب: "حين قابلتُ القس جونز العام الماضي كان في ذهني هذا الشعور بوصفي مسيحياً: ماذا لو أقدم المسلمون على حرق الإنجيل، كتابي المقدس؟ وكان دفاع جونز الوحيد ضد هذا الرأي أن القرآن ليس كتاباً مقدساً". ووصف الكاتب محاكمة القرآن التي قام بها جونز ب" الهزلية"؛ فلم يكتف الرجل بلعب دور القاضي، بل كان هو "هيئة المحلفين" و"مُنفِّذ الحُكْم"!! ويضيف الكاتب بسخرية "بعد كل هذا تستطيعون توقع الحُكْم". ويعلق الكاتب على ما جرى بقوله: "إن العرض الساخر لهذا القس العام الماضي، وهذا السيرك الذي يفتعله الآن، ليس إلا سعياً للشهرة". ويضيف الكاتب محذراً: "إن تجاهل جونز على أمل أن يختفي أو يطويه النسيان لا يبدو حلاً؛ فالرجل ك"الصرصور"؛ يملك القدرة على البقاء، ولا أجد من حل سوى التصدي له ومواجهته، وهذا ما اتفق عليه نحو 35 قساً وإمام مسجد، في توحيد لجهودهم بالتصدي له في ولاية ديترويت؛ حيث كان ينوي جونز تنظيم المزيد من الاحتجاجات ضد بناء المركز الإسلامي في نيويورك".