تنازلت قبائل وايلة في نجران عصر اليوم عن مليون ريال في صلح قبلي كبير يُعرف عند أهالي المنطقة الجنوبية ب"المنصد" بين قبيلة آل حسين وايلة وآل فطيح يام بحي الفرتوت شرق نجران، وذلك إثر مضاربة بين أبناء القبيلتين تسببت في حدوث إصابة لأحد أبناء قبيلة آل حسين وأُدخل على إثرها المستشفى. وأقبلت قبيلة آل فطيح يام على قبيلة آل حسين وايلة، يتقدمهم الشيخ مفرح بن سعيد آل مهان، وأخوه الشيخ حمد بن سعيد آل مهان، والشيخ مدهش بن حمد آل قريع, معترفين بالخطأ الذي أقدم عليه أبناؤها، مؤكدين أنه تصرف غير مقبول، ولا يرضاه كافة قبائل يام.
ورحبت قبيلة آل حسين بجموع القبائل الحاضرة، وطلبت إعطاء مهلة للتشاور، ومن ثم إصدار الحكم حسب الأعراف القبلية المتبعة, وبعدها أصدرت قبيلة آل حسين وايلة حكماً يقضي بإحضار 44 حالفاً من قبيلة آل فطيح ليعطوا اليمين بأن الخطأ لم يكن متعمداً، بالإضافة إلى دفع غرامة قُدرت قيمتها بمليون ريال، فيما يعرف ب"حق العيب"، ثم أعلنت قبيلة آل فطيح يام أنها قبلت الحكم بجميع تفاصيله.
وأقبل رجال آل حسين وايلة يتقدمهم الشيخ حسين بن كرعل آل سلامة، والشيخ محمد بن حمد شتوي، والشيخ حسين بن لتاج، والشيخ صالح بن حسين آل سلامة، والشيخ علي بن حمد بن زعمان، والشيخ ناصر بن طالب بن حفشان، وقبائل وايلة، صفاً واحداً وأعلنوا العفو، وقالوا:
للوجيه الطايلة عندنا قدر رفيع
لا نخيبها ولا نكسر بجيهانها
العفو جاكم وحنا قادرين ونستطيع
نرفع الكفة ونطرق على ميزانها
وأكد آل حسين وايلة تنازلهم عن آل فطيح لوجه الله، ثم لوجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووجه ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، والأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران، ولوجوه المشايخ، ولكل من حضر، وبعدها تم توقيع وثيقة للصلح، ومن ثم رفعت قبيلة آل فطيح يام الرايات البيضاء؛ عرفاناً لقبيلة آل حسين وايلة على هذا الصفح الجميل.