كشف الكاتب الصحفي الكويتي حامد سيد يوسف الغربللي، اليوم الأربعاء، عن حادث كاد يقع في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، يوم الثلاثاء 1 مايو 2012، حين أوشكت حافلة المطار أن تصطدم بطائرة على المدرج، مناشداً مسؤولي المطار لكي يتخذوا مزيداً من إجراءات الأمن والسلامة في أساليب نقل المسافرين للطائرات، مع مراعاة خط سير إقلاع أو هبوط الطائرات، وإبعاد سيرها عن طريق الحافلات. وفي صحيفة "القبس" الكويتية قال الغربللي: "بعد أداء مناسك العمرة المباركة، وشد الرحال للعودة إلى أرض الوطن الحبيب، وفي مطار الملك عبدالعزيز الدولي المترامي الأطراف في جدة يوم الثلاثاء 1/ 5/ 2012، كان سائق الحافلة رقم 119 التي أقلّتنا من قاعة المغادرين إلى مدرج طائرة الجزيرة (رحلة الكويت: J9 – 777)، مسرعاً وهائماً على وجهه، ولم ينتبه لدخوله على مسار طائرة الخطوط الجوية السعودية رقم 420 القادمة من الجانب الأيسر للإقلاع أو للهبوط.
فكنت خلال كل ثانية تمر وأنا متابع لهذا المشهد المروّع، يزداد يقيني بالاصطدام لا محالة بين حافلتنا والطائرة، وأتساءل في نفسي بقلق: يا ترى متى سيقف هذا السائق؟ فجأة، وإذ بالطائرة السعودية تتوقف وسائقنا المتهوّر يتوقف أيضاً، ولكن توقفاً تاماً بكل ما أوتيت فرامل الحافلة من قوة، فاهتز الركاب واندفعوا رجالاً ونساء وأطفالاً في اتجاه المقدمة.
لم يكتف السائق بذلك الخطأ الفادح، بل أخذ بالرجوع إلى الخلف بلا انتباه، وبمسافة تتراوح بين 7 و 10 أمتار.
فبدلاً من أن يتدارك ذلك الموقف الخطر كاد يصطدم بحافلة أخرى كانت خلفنا، فلولا أن سائقها استدار عنا في اللحظة الأخيرة لوقع اصطدام آخر مؤكّد، خصوصاً أنني كنت في مؤخرة الحافلة، ما يجعلني أقرب وأول راكب سيتأثر بهذا الحادث، لكن الله لطف بنا ونجانا من الكارثتين، الأولى والثانية، اللتين وقعتا الساعة الثالثة عصراً تقريباً".
ويتوجه الغربللي إلى إدارة ومسؤولي مطار الملك عبدالعزيز، ويقول: "أكتب هذه الكلمات وكلي تقدير واحترام لجهود المملكة العربية السعودية المستمرة والجادة في تنسيق وتطوير مناسك ومرافق الحج والعمرة، وعنايتها الفائقة بالحرمين، لكن واجبي الوطني ومسؤوليتي المهنية ككاتب صحافي، تحتّم عليّ أن أنقل صوت كل من فزع من ذلك الحادث المؤسف إلى إدارة ومسؤولي مطار الملك عبدالعزيز في جدة، لكي يتخذوا مزيداً من إجراءات الأمن والسلامة في أساليب نقل المسافرين للطائرات، مع مراعاة خط سير إقلاع أو هبوط الطائرات، وإبعاد سيرها عن طريق الحافلات، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك السائق الأرعن الذي كاد يودي بحياة المسافرين المعتمرين والمتجهين إلى أهاليهم في الكويت داخل تلك الحافلة، بالإضافة إلى ركاب الطائرة السعودية التي كنا سنصطدم بها، لولا رحمة الله سبحانه".
ويحذر الغربللي قائلاً: "لاحظت أن خط سير الحافلات ومركبات الصيانة يتقاطع بشكل مباشر مع خط سير الطائرات، ما قد يتسبب في حوادث مشابهة مستقبلاً، كما حدث لنا".